لا يمكن سحقها.. ما هي أسباب الارتفاع الهائل للبيتكوين هذا العام؟

تلقت سوق العملات الرقمية ضربة كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الفائدة في عام 2022.

كما تم توجيه العديد من الضربات القضائية، حيث ينتظر الآن الرئيس التنفيذي لبينانس CZ ومؤسس منصة FTX، مؤسسي أكبر وثاني أكبر بورصة للعملات المشفرة في العالم، حكمهما بتهم مالية (انتهاك قوانين مكافحة غسل الأموال والاحتيال على التوالي)، والجهات التنظيمية تشدد الرقابة في غضون ذلك.

ومع ذلك، لم تنجح العملات المشفرة فحسب في البقاء على قيد الحياة، بل تعود مرة أخرى للارتفاع، حيث ارتفع سعر البيتكوين إلى أعلى مستوى في عامين بلغت قيمته 45,000 دولار تقريبا في 11 ديسمبر، مقابل 16,600 دولار فقط في بداية العام.

ما الذي يحدث في سوق العملات الرقمية؟

أحد الأمور هو أن عدم القابلية للتدمير مدمجة في التكنولوجيا نفسها.

البيتكوين والإيثريوم والعملات الأخرى ليست شركات ولا يمكن أن تفلس وتُغلق.

حيث إنها تستخدم تقنية البلوكشين، التي تحتفظ بقاعدة بيانات للمعاملات.

ويتم التحقق من قوائمهم من خلال شبكة لا مركزية من الكمبيوترات التي تحصل على تحفيز للمواصلة في الحفاظ عليها من خلال وعد بالحصول على عملات جديدة.

وفقط عندما تنخفض قيمة العملة إلى الصفر، ينهار النظام بأكمله.

ولا تزال هناك العديد من الأسباب للاعتقاد بأن بعض العملات المشفرة قيمتها أكثر من العدم.

أسباب استمرارية سوق العملات الرقمية

السبب الأول

هو أن امتلاك العملات المشفرة هو رهان على مستقبل يشهد انتشار استخدام التكنولوجيا على نطاق واسع.

والأشخاص في البلدان الاستبدادية يستخدمون بالفعل البيتكوين والعملات المستقرة (العملات المرتبطة بعملة صعبة مثل الدولار) للادخار وأحيانا لإجراء المدفوعات.

ويمكن استخدام هذه العملات على نطاق أوسع، حيث أن الفنانون والمتاحف لا يزالون ينشئون أو يجمعون الرموز غير القابلة للتبادل (NFTs).

وكذلك أولئك الذين يبحثون عن بيع صورة، حيث أن دونالد ترامب يبيع صورة قبضته بسعر 99 دولار للقطعة، ويخطط لقطع البدلة التي ارتداها عند اعتقاله إلى قطع وتحويلها إلى بطاقات تُهدى للمقامرين الذين يشترون ما لا يقل عن 47 NFT في صفقة واحدة.

وخلال فترات الازدهار، جمعت صناعة العملات المشفرة الكثير من المال واستقطبت العديد من المطورين الذكيين.

أولئك الذين يبقون يعملون على استخدامات جديدة، مثل تطبيقات التواصل الاجتماعي أو ألعاب “اللعب للربح”.

وربما لن يتم اعتماد هذه الاستخدامات على نطاق واسع، ولكن حتى الفرصة الصغيرة لنجاحها تستحق شيئاً ما.

السبب الثاني

هو أنه مع كل دورة من الازدهار والانهيار، يصبح واضحاً أن العملات المشفرة ليست فقاعة مثل “جنون الزهور الطويلة” في القرن السابع عشر أو الجنون الذي اجتاح أسواق الدمى المحشوة في التسعينات.

على الرغم من أن سعر البيتكوين ذو تقلبات كبيرة، إلا أن تاريخه يشبه المزيد من سلسلة جبال بدلاً من قمة واحدة، ويبدو أنه مرتبط بشكل وثيق بأسهم التكنولوجيا.

ولكنه مرتبط بشكل معتدل فقط مع السوق الأوسع، ويمكن أن يكون هناك تتذبذب في الارتفاع والانخفاض، وليس له ترابط متوازي مع أشياء أخرى يمتلكها الأشخاص في محفظتهم.

قصة نجاح البيتكوين

يبدو أن نجاح البيتكوين في تأكيد نفسها كأصل جدير بالثقة هو مصدر آخر للارتفاع الأخير.

في شهر أغسطس، قضت محكمة أمريكية بأن هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC)، التي تعتبر الجهة الرئيسية لتنظيم الأسواق في أمريكا، كانت “عشوائية وتقرر بالمزاج” عند رفض محاولة من قبل شركة Grayscale لتحويل ثقة بقيمة 17 مليار دولار استثمرت بالكامل في البيتكوين إلى صندوق تداول متداول (ETF).

وسيجعل ذلك الاستثمار في البيتكوين أسهل بالنسبة للمستثمر العادي.

وفي أكتوبر، أيدت المحكمة قرارها، مما يعني أنها أمرت الهيئة الأمريكية للأوراق المالية بالانحياز.

وقدّمت أكبر شركات إدارة الصناديق، بما في ذلك بلاك روك وفيدليتي، أيضاً طلبات لإطلاق صناديق تداول متداول (ETFs).

ونظراً للعوائد التي قدمتها البيتكوين في الماضي، وترابطها مع أصول أخرى، قد ينتج عن ذلك تدفق نقدي نحو البيتكوين، حيث يفكر حتى المستثمرون الحكماء في وضع أجزاء صغيرة من مدخراتهم التقاعدية أو محافظهم في العملات المشفرة من نبدأ التنويع.

يشعر الكثيرون بالاشمئزاز الفطري عندما يرصدون صرصورًا. ولكن على الرغم من عيوبها، فإن الحشرات لها فائدتها – فهي تحوّل المواد المتحللة إلى مواد غذائية وتأكل الآفات الأخرى مثل البعوض. للعملات المشفرة أيضًا استخداماتها، مثل تنويع المحافظ والحفاظ على المال في ظروف الحكم الاستبدادي. وكما أظهرت الأحداث، فمن الصعب تدميرها تمامًا.