أخبار العملات الرقمية

كيف يندمج الذكاء الاصطناعي (AI) مع البلوكتشين؟ 3 مشاريع كريبتو تقود ثورة التكنولوجيا القادمة

لعقود، تطورت ثورتان تكنولوجيتان بشكل متوازٍ: الذكاء الاصطناعي (AI)، الذي يركز على بناء الآلات الذكية، والبلوكتشين، الذي يركز على بناء أنظمة لا مركزية موثوقة. للوهلة الأولى، يبدوان متناقضين؛ فالذكاء الاصطناعي الحديث مركزي للغاية (تحت سيطرة شركات مثل OpenAI وجوجل ومايكروسوفت)، بينما البلوكتشين هو النقيض تماماً.

لكن ما نشهده الآن “ليس مجرد موجة” أو ضجيج عابر. إنه اندماج ضروري حيث يبدأ كل مجال في حل المشاكل الجوهرية للمجال الآخر. البلوكتشين يقدم للذكاء الاصطناعي الثقة والشفافية، بينما يقدم الذكاء الاصطناعي للبلوكتشين الذكاء والكفاءة.

لماذا يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى البلوكتشين؟

لفهم قوة هذا الاندماج، يجب أن نعرف ما يقدمه كل طرف:

  1. أزمة البيانات والثقة: الذكاء الاصطناعي “يتغذى” على البيانات. لكن كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يثق في أن البيانات التي يتدرب عليها أصلية ولم يتم التلاعب بها؟ البلوكتشين يقدم “سجلاً ثابتاً” (immutable ledger)، مما يعني أنه يمكن التحقق من مصدر وجودة البيانات بشكل لا يمكن تغييره.
  2. كسر احتكار القوة: تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة يتطلب قوة حوسبة هائلة (GPUs) تكلف المليارات، وهذا محتكر حالياً من قبل عدد قليل من الشركات. البلوكتشين، عبر نماذج مثل (DePIN)، يسمح بإنشاء شبكات لامركزية يمكن لأي شخص فيها تأجير قوة المعالجة الفائضة لديه، مما يقلل التكلفة ويمنع الاحتكار.
  3. ملكية البيانات والخصوصية: بياناتنا الشخصية هي “النفط” الذي يدير محركات الذكاء الاصطناعي. حالياً، نحن نقدمها مجاناً للشركات الكبرى. البلوكتشين يمكّن الأفراد من “امتلاك” بياناتهم وتأجيرها بشكل آمن لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي مقابل المال، دون كشف هويتهم أو فقدان السيطرة عليها.

3 مشاريع كريبتو تقود هذا الاندماج

بينما يمتلئ السوق بمئات المشاريع، يبرز عدد قليل منها كرواد حقيقيين يبنون البنية التحتية لهذه الثورة.

1. ريندر (Render – RNDR): قوة الحوسبة اللامركزية

  • ما هو؟ “ريندر” هي شبكة لامركزية توفر قوة معالجة الرسوميات (GPU). إنها بمثابة “Airbnb” لوحدات معالجة الرسومات.
  • كيف يندمج مع الذكاء الاصطناعي؟ نماذج الذكاء الاصطناعي (مثل نماذج إنشاء الصور والفيديو) متعطشة لقوة الـ GPU. بدلاً من الاعتماد على خدمات “أمازون ويب” (AWS) أو “جوجل كلاود” الباهظة والممركزة، يمكن لمطوري الذكاء الاصطناعي استئجار هذه القوة من شبكة “ريندر” العالمية بتكلفة أقل بكثير. “ريندر” لا يصنع الذكاء الاصطناعي، بل يوفر “الوقود” اللامركزي الذي يحتاجه ليعمل.

2. فيتش (Fetch.ai – FET): “العملاء الأذكياء” اللامركزيون

  • ما هو؟ “فيتش” هو مختبر ذكاء اصطناعي يبني شبكة لامركزية لـ “العملاء الأذكياء المستقلين” (Autonomous Agents).
  • كيف يندمج مع البلوكتشين؟ تخيل برامج ذكاء اصطناعي صغيرة تعمل نيابة عنك على البلوكتشين. يمكن لـ “عميلك” الذكي حجز رحلة طيران لك بأفضل سعر، أو إدارة استثماراتك، أو بيع بياناتك الفائضة من أجهزتك الذكية (مثل سيارتك أو ثلاجتك) تلقائياً. “فيتش” يبني الاقتصاد القائم على الآلات، حيث تتفاوض برامج الذكاء الاصطناعي وتدفع لبعضها البعض باستخدام عملة FET كوقود.

3. أوشن بروتوكول (Ocean Protocol – OCEAN): سوق البيانات الآمن

  • ما هو؟ “أوشن بروتوكول” هو منصة لامركزية لفتح ومشاركة البيانات بأمان.
  • كيف يندمج مع الذكاء الاصطناعي؟ هذا المشروع يحل مشكلة “الخصوصية” الأكبر. لنفترض أن مستشفى لديه بيانات مرضى قيمة جداً لتدريب ذكاء اصطناعي طبي، لكنه لا يستطيع مشاركتها بسبب قوانين الخصوصية. “أوشن” يسمح بما يسمى “الحوسبة مقابل البيانات” (Compute-to-Data). بدلاً من إرسال البيانات إلى الذكاء الاصطناعي، يتم إرسال الذكاء الاصطناعي إلى البيانات. يتدرب النموذج داخل قاعدة بيانات المستشفى، ثم يغادر بالمعرفة فقط، دون أن تغادر البيانات الحساسة مكانها أبداً.

التطور الأهم: تحالف الذكاء الفائق (ASI)

أحدث وأهم تطور في هذا القطاع هو الإعلان عن اندماج هذه المشاريع العملاقة. “فيتش” (FET) و”أوشن بروتوكول” (OCEAN) (بالإضافة إلى SingularityNET – AGIX) هم في طور الاندماج لإنشاء عملة واحدة قوية تسمى “تحالف الذكاء الفائق” (Artificial Superintelligence Alliance – ASI).

هذا الاندماج ليس مجرد تغيير اسم، بل هو خطوة استراتيجية لتوحيد قواهم. بدلاً من أن يكونوا مشاريع متنافسة، هم الآن يجمعون:

  • ذكاء “فيتش” (العملاء الأذكياء).
  • بيانات “أوشن” (سوق البيانات الآمن).
  • أبحاث “SingularityNET” (لتطوير ذكاء اصطناعي عام).

الهدف؟ إنشاء بنية تحتية لامركزية متكاملة للذكاء الاصطناعي قادرة على منافسة العمالقة الممركزين مثل جوجل و OpenAI.

الخلاصة

الاندماج بين الذكاء الاصطناعي والبلوكتشين ليس مجرد “موجة” مضاربة، بل هو ضرورة تكنولوجية. البلوكتشين يوفر الثقة، واللامركزية، والأساس الاقتصادي (الملكية) الذي يحتاجه الذكاء الاصطناعي بشدة لينمو بشكل عادل ومفتوح. ومشاريع مثل “ريندر” وتحالف “ASI” ليست مجرد عملات رقمية، بل هي اللبنات الأساسية لما قد يصبح “الإنترنت الذكي” القادم.

[adsforwp id="60211"]
[adsforwp id="60211"]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى