كيف سُربت محادثات مكتب التحقيقات الفيدرالي ووصلت لملكة العملات المشفرة؟

تلقت روجا إغناتوفا، المعروفة باسم “ملكة العملات المشفرة المفقودة”، معلومات حول التحقيقات التي تجريها الشرطة الفيدرالية في قضية تورطها بعملية احتيال بالعملة المشفرة المعروفة باسم OneCoin والتي بلغت قيمتها 4 مليار دولار، ما يعادل 3.5 مليار جنيه استرليني، وذلك قبل اختفائها ثانية.

وكانت إغناتوفا، الألمانية المولودة في بلغاريا ذات الـ 42 عاما، قد أصبحت أشهر امرأة مطلوبة على قائمة الانتربول بسبب دورها في إدارة عملية الاحتيال المذكورة.

وذكر تقرير لـ BBC أن الملفات التي سربت من اجتماعات اليوروبول قد ورد فيها أن الهاربة المطلوبة لمكتب التحقيقات الفيدرالي كانت على علم بالجهود التي يبذلها المكتب لاعتقالها وذلك قبل أشهر من اختفائها.

وقد تم تسريب وثائق الشرطة إلى بودكاست باسم  “ملكة العملات المشفرة المفقودة The Missing Cryptoqueen” الذي يقدمه فرانك شنايدر، الجاسوس السابق  والمستشار الموثوق لإغناتوفا.

إلا أن شنايدر قد نفى حصوله على الوثائق التي يُزعم أن إغناتوفا قد سلمتها له على شريحة ذاكرة. وادعى شنايدر أن البيانات الوصفية الموجودة في الملفات تشير إلى أنها حصلت على المعلومات من خلال جهات اتصالها الخاصة في بلغاريا.

إضافة لذلك فقد يواجه شنايدر خطر ترحيله إلى الولايات المتحدة في حال ثبوت تورطه في قضية الاحتيال.

تجدر الإشارة إلى أن إغناتوفا قد اختفت في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2017 بعد أن تلقت بلاغا حول تكثيف الشرطة لتحقيقاتها حول عملية OneCoin.

بعدها في يونيو/ حزيران 2022 تم وضع إغناتوفا على قائمة “أكثر عشرة مطلوبين” الخاصة بمكتب التحقيقات الفيدرالي.

اجتماع عن بعد:

وتحتوي ملفات الشرطة المسربة على أحاديث تم طرحها في اجتماع عقد عبر القمر الاصطناعي الخاص بوكالة اليوروبول في لاهاي 15 مارس/ آذار 2017.

وضم الاجتماع كلا من مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل الأمريكية ومحامي مقاطعة نيويورك، بالإضافة إلى ضباط من المملكة المتحدة وألمانيا وهولندا ودبي وبلغاريا، وذلك حسب الوثائق.

كما تضمنت الوثائق تفاصيل عن وجود “مخبر سري رفيع المستوى” لدى السلطات الأمريكية، وحسابات OneCoin المصرفية التي تتلقى أموال المستثمرين، إلى جانب معلومات حول الجهود الفاشلة التي بذلتها شرطة مدينة لندن في المملكة المتحدة لاستجواب إغناتوفا.

ولم يصدر أي تعليق من مكتب التحقيقات الفيدرالي حول الوثائق المسربة، إلا أن الوكيل الخاص بول روبرتس قال للبودكاست: “كانت هناك تحقيقات في جميع أنحاء العالم حولها، وحول OneCoin بشكل عام، والتي أصبحت على علم بالعديد منها بسبب الإجراءات التي اتخذتها السلطات القانونية في بلدان أخرى”.

وتظهر الوثائق حضور شخصيات من وزارة الداخلية البلغارية في اجتماع اليوروبول الذي عقد في مارس/ آذار 2017، وهو ما جعل البعض يعتقد أن موظفي الوزارة مسؤولون عن التسريب.

وحتى الآن لم يصدر أي تعليق من وزارة العدل الأمريكية ومكتب المدعي العام لمقاطعة نيويورك وشرطة دبي.