تحول نوعي في عملة الإثيريوم يجعلها أكثر صداقة مع البيئة

تمتلك ثاني أكبر عملة رقمية في العالم حاليا بصمة كربونية مماثلة لتلك الموجودة لدولة سريلانكا، ولكن وفقا لتصريح قدمه القائمون على المشروع، فإن التحول إلى Ethereum 2.0 سيقلل بشكل كبير من احتياجاتها من الطاقة.

وبينما لا يوجد حتى الآن تاريخ محدد لموعد إجراء التغيير، فإن المنشور ينص على أنه سيحدث “في الأشهر المقبلة”.

يشتمل المشروع على بنية تحتية جديد كليا من المفترض أن تخفض استهلاكها للطاقة بنسبة 99.95% حيث ينتقل “الإثيريوم” من نموذج (POW)، والذي يعتمد على التعدين وبالتالي استهلاك الطاقة بشكل كبير، إلى نموذج (POS)، والذي سيلغي فكرة التعدين بالمطلق، وبالتالي توفير استهلاك الطاقة بنسبو تقاربة 100%، في غضون الأشهر القليلة القادمة.

وسلط إعلان شركة “تسلا” الأسبوع الماضي أنها ستتوقف عن قبول البيتكوين كوسيلة دفع لسياراتها الكهربائية الصديقة للبيئة (نظرا للتأثير البيئي لعمليات تعدين العملة الرقمية) الضوء على متطلبات الطاقة الهائلة الواجب توفيرها لأنظمة العملات الرقمية.

يتطلب نموذج إثبات العمل (POW) في عملة البيتكوين أجهزة كمبيوتر عالية القدرة بما في ذلك منصات التعدين المتخصصة لحل المعادلات الرياضية والتي تستهلك طاقة عالية باستمرار للحصول على فرصة لكسب مكافآت.

وفقا لـ “Digiconomist”، ارتفع استهلاك الطاقة لشبكة تعدين البيتكوين بالكامل مؤخرا، وله بصمة كربونية مماثلة لتلك الموجودة في البرتغال.

يستخدم “الإثيريوم” أيضا نهج إثبات العمل (POW) للتعدين، وعلى الرغم من أنه ليس متعطشا للطاقة مثل البيتكوين، فقد تضاعف إجمالي استهلاكه المقدر ثلاث مرات منذ بداية عام 2021.

لحسن الحظ، هناك أمل في الأفق. سيحتوي “Ethereum 2.0” على نموذج جديد لإثبات الحصة (POS) يعتمد على المدققين الذين يجمدون عملتهم من الإثيريوم داخل الشبكة.

سيؤدي ذلك إلى القضاء على الحاجة إلى التعدين باستخدام أجهزة الكمبيوتر المتعطشة للطاقة، وتشير التقديرات الجديدة إلى أن “Ethereum 2.0” سيشكل تحول نوعي حقيقي في مجال استهلاك الطاقة.

ووفقا لمؤسسة “Ethereum Foundation”، وهي منظمة غير ربحية تدعم البحث والتطوير، فإن الترقية الجديدة لن تتطلب “ما تحتاجه دولة من الطاقة” كما كان الامر في السابق، مما يقلل بشكل كبير من متطلبات الطاقة للشبكة.

وتشير المؤسسة في هذا الشأن إلى أن شبكة إثبات الحصة قد تستهلك فقط حوالي 2.62 ميجاواط، أو ما يقرب من بلدة أمريكية صغيرة بها حوالي 2100 منزل.

يعتبر هذا الأمر جيدا بالنسبة لمنصة عقود ذكية تشغل عملة رقمية بلغ إجمالي قيمتها السوقية حتى الأسبوع الماضي أكثر من 500 مليار دولار (وهي أقل الآن)، وهي العمود الفقري للعديد من تطبيقات التمويل اللامركزي (DeFi) والألعاب الرقمية وخدمات الأخرى.