قد يتعرض المواطنون الروس إلى فقدان ما يمتلكونه من الأموال في حساباتهم البنكيةفي حال تم تطبيق العقوبات الغربية القاسية على روسيا على خلفية قيامها بعملية عسكرية ضد أوكرانيا، .
ومن المحتمل أن تتم مصادرة مدخرات الروس ردا على العقوبات المفروضة على البلاد، وفقا لنيكولاي أريفييف، عضو الحزب الشيوعي في البلاد ونائب رئيس لجنة الدوما للسياسة الاقتصادية.
وقال أريفييف في مقابلة مع وكالة الأنباء المحلية NEWS.ru يوم الاثنين إن الحكومة الروسية يمكن أن تصادر ما قيمته 60 تريليون روبل (750 مليار دولار) من ودائع المواطنين الروس إذا قررت الدول الغربية منع تدفق جميع الأموال الأجنبية لروسيا.
وقال أريفييف: “إذا تم حظر جميع الأموال الأجنبية، فلن يكون أمام الحكومة خيار آخر سوى مصادرة جميع ودائع السكان، أو 60 تريليون روبل من أجل حل الوضع”، مشيرا إلى أن روسيا تخزن أكثر من 640 مليار دولار من الذهب واحتياطيات النقد الأجنبي في الخارج.
وأشار أيضا إلى أن العقوبات المحتملة ضد روسيا تشمل فصلا محتملا عن نظام SWIFT وحظر صرف العملات الأجنبية.
ويذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن رسميا عن عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، ومن المحتمل أن يكون الدافع وراء مجموعة من العقوبات على أكبر البنوك الروسية، بما في ذلك سبيربنك المدعوم من الدولة و VTB.
ووفقا لتقارير محلية، أصدر سبيربنك بيانا بشأن إدراجه في قائمة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ليلة الخميس، لكنه أزال الإشعار لاحقا، مدعيا أن البيان كاذب وسببه “تعطل موقع الويب”.
وفي وقت كتابة هذا التقرير، أعلن موقع سبيربنك على الويب أن البنك وجميع أنظمته تعمل كالمعتاد، في حين أن العملاء والكيانات القانونية يمكنهم الوصول إلى أموالهم وخدماتهم بالكامل.
ويقول الإشعار: “نحن مستعدون لأي تطور في الوضع، وقد وضعنا سيناريوهات لضمان حماية أموال وأصول ومصالح عملائنا، وكذلك لضمان التشغيل المنتظم لجميع وظائفنا”.
هذا وقد أعلنت وزارة الخارجية الروسية يوم الخميس أنها ستحرص على الرد على العقوبات الغربية المحتملة، قائلة: “لا نخطئ، سنرد بقوة على هذه العقوبات، ليس بالضرورة بطريقة متناسقة، لكن الرد سيكون محسوبا بشكل جيد ولن تفشل في التأثير على الولايات المتحدة”.
هذا وقد اقترح بالاجي سرينيفاسان، مستثمر العملات الرقمية ورئيس سابق للتكنولوجيا في كوينبيس، أن الوزارة كانت تهدد بشن حرب إلكترونية مع الغرب:
ويبقى السؤال المطروح: هل سيقوم المواطنون الروس بسحب أموالهم من البنوك وشراء العملات الرقمية، أم أنهم سيبقون عليها مع خطر خسارة كبيرة بسبب ارتفاع سعر صرف الروبل أمام الدولار، حيث وصل في السوق المفتوحة إلى أكثر من 100 روبل.
جدير بالذكر أن الأحداث الأخيرة قد أحدثت تأثيرا هائلا على سوق الأوراق المالية وأسواق العملات المشفرة في روسيا، حيث انخفضت البيتكوين لفترة وجيزة إلى ما دون 35000 دولار لأول مرة منذ يونيو/ حزيران 2021، وفقا لبيانات موقع CoinGecko، وانخفض إجمالي رسملة السوق إلى أقل من 1.7 تريليون دولار للمرة الأولى منذ أغسطس/ آب من العام الماضي.
