رغم تحذيرات الحكومة.. كيف كانت تتم عمليات تعدين البيتكوين في الصين؟
ما يجعلك تشعر أن الصين من أكثر الدول المتحمسة للبيتكوين هو أنه تم إنتاج ما يصل إلى ثلاثة أرباع المعروض العالمي في هذه الدولة فقط، من جانب آخر يتسبب الضغط الحكومي لتقليص الإنتاج الآن في حدوث اضطراب عالمي في هذه العملة.
وأسباب معرضة الحكومة لتعدين البيتكوين هي تعارض كمية الكهرباء اللازمة لتشغيل عدد كبير من أجهزة الكمبيوتر المستخدمة لإنشاء عملة بيتكوين جديدة مع أهداف المناخ الأخيرة للصين.
والحكومة، التي تحاول صنع عملتها الوطنية المشفرة بقبضة محكمة، تستهجن أيضاً العملة المشفرة بشكل عام، حيث لم يُسمح بأي تبادل قانوني لعملة البيتكوين لسنوات في الصين، حتى مع ظهور رواد الأعمال في البلاد كمصدر مهيمن لإنتاجها.
وتبنت حكومات قليلة عملة البيتكوين، لكن تداعيات تهديدات بكين أظهرت كيف أن قبضتها على الإنتاج تركت العملة المشفرة عرضة للخطر، حيث يعتمد إنشاء هذه العملة وتعدينها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع على إمدادات وفيرة من الكهرباء والمعدات.
واستفاد معدنو البيتكوين في الصين من قطاع توليد الكهرباء غير المنظم والمبالغ فيه، وأقاموا عمليات تعدين مجاورة لمنتجي الطاقة الكهرومائية في مقاطعتي سيتشوان ويوننان الجبليتين حيث تعمل التوربينات على ذوبان الثلوج والأمطار الموسمية في الكهرباء، وعندما خفت تدفقات الأنهار كل شتاء، قاموا بتعبئة أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم واتجهوا شمالاً إلى منطقة شينجيانغ الغنية بالفحم ومنغوليا الداخلية.
عمليات التعدين في الصين
تحتاج عشرات الآلاف من أجهزة الكمبيوتر الموصلة ببعضها البعض لحل الألغاز الحسابية المعقدة المتعلقة بالبيتكوين، تستخدم الكهرباء، وصناعة البيتكوين وحدها في طريقها لتصبح من بين أكبر 10 مستخدمين للطاقة في الصين، جنباً إلى جنب مع قطاعات مثل صناعة الصلب وإنتاج الأسمنت، وفقاً لورقة نشرتها شركة Nature Communications البريطانية في أبريل.
وهذا من شأنه أن يجعل منتجي البيتكوين في الصين أكبر مستهلكين للطاقة من الأمة الإيطالية بأكملها، حيث وضعت هذه الشهية النهمة تعدين البيتكوين في صراع مع الأولويات السياسية لبكين، فالرئيس شي جين بينغ مصمم على إعادة تشكيل الصين كبطل للمناخ ووضع أهدافاً طموحة لتقليل استخدام الفحم.
كما توشك بكين أيضاً على إطلاق عملة رقمية وطنية، يسيطر عليها البنك المركزي ومصممة لمواجهة العملات المشفرة.
يذكر أن الحكومة الصينية تعهدت بـ “اتخاذ إجراءات صارمة ضد تعدين البيتكوين وسلوك تداوله”، وهو بيان تم تفسيره على على أنه تحذير من أن أيام سلسلة التوريد الخاصة بالعملة المشفرة والتي تقدر بمليارات الدولارات باتت معدودة.
رداً على ذلك، يقوم منتجو الكهرباء بطرد المعدنين من الشبكات ويقوم التجار الصينيون ببيع أجهزة الكمبيوتر المصممة لإنشاء عملة البيتكوين في السوق المستعملة بخصومات ضخمة.
لكن هذا لا يعني أن العالم سيتوقف عن تعدين البيتكوين، بدلاً من ذلك، من المرجح أن يتباطأ التعدين في الصين وأن يتسارع في أماكن أخرى، حيث أن المعدنين في دول أخرى قد تغلبوا بالفعل على هيمنة الصين على الإنتاج في الأشهر الـ 18 الماضية.
