طريقة جنونية: كيف يربح الأفارقة أموالا ضخمة من العملات الرقمية؟
المراجحة أو أربيتراج “Arbitrage” هي استغلال فروق الأسعار في عملة البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية بين مختلف البورصات والبلدان.
أصبحت مراجحة الكريبتو شائعة في جنوب أفريقيا حيث يتم تعرف المزيد من الأشخاص على مفهوم الاستفادة من فروق الأسعار في العملات الرقمية بين البورصات المختلفة.
يقول جون أوفاديا، الرئيس التنفيذي لشركة “Ovex” ، أكبر وسيط رئيسي للعملات الرقمية في جنوب أفريقيا تبلغ قيمته حوالي 2 مليار راند: “لقد رأينا طلبًا كبيرًا على خدمة المراجحة الخاصة بنا على مدار الأشهر الستة الماضية من الأشخاص الذين يرغبون في دخول عالم العملات الرقمية بطريقة آمنة نسبيا”.
وأضاف “لقد صممنا خدمة المراجحة (أربيتراج) لدينا لتقليل المخاطر بأكبر قدر ممكن. حتى الآن، حققنا أرباحًا من المراجحة تزيد عن 30 مليون راند لعملائنا، ونتداول حاليًا بأكثر من 4 مليارات راند شهريًا من خلال خدمة الصرف لدينا”.
تختلف أسعار البيتكوين بين البورصات الخارجية والمحلية على نطاق واسع. في الأسبوع الماضي، كان من الممكن شراء عملة البيتكوين في البورصات الخارجية مثل “Kraken” مقابل 6.5% أقل من البورصات المحلية. على مدار الأسبوعين الماضيين، انخفضت نسبة المراجحة إلى الصفر بل وحتى قيمة سلبية، ويرجع ذلك في الغالب إلى قيام “Mirror Trading International (MTI)” ببيع 1.1 مليار راند من البيتكوين في بورصة محلية.
كان شراء البيتكوين في جنوب إفريقيا لفترة وجيزة أرخص مما كان عليه في الخارج – وقد اشترى الكثير من الناس. لكن النمط الأكثر شيوعًا هو بيع البيتكوين في جنوب إفريقيا بعلاوة تصل إلى 3.2-5% مقارنة بالبورصات الخارجية – وهذا ما يسمى فجوة المراجحة.
للوصول إلى فرصة المراجحة هذه، يجب عليك استخدام البدل التقديري الفردي (SDA) البالغ مليون راند (حوالي 70 ألف دولار)، وهو متاح لجميع مواطني جنوب إفريقيا. هناك 10 ملايين راند أخرى متاحة في شكل بدل استثمار أجنبي (FIA)، بشرط أن يكون لديك شهادة تخليص ضريبي من خدمة الإيرادات بجنوب إفريقيا (Sars) وأنك تستطيع إثبات أن الأموال ملكك.
بالنسبة للزوجين، وكلاهما متوافق مع الضرائب، فإن هذا يعني أن 22 مليون راند متاح سنويًا للاستثمار في المراجحة.
ويقول أوفاديا إن متوسط صافي الربح من خدمة المراجحة للشركة هو 2.2%. على مبلغ 22 مليون راند متاح للزوجين، بمقدار ربح 484000 راند سنويًا. والأكثر من ذلك هو أن “Ovex” تقدم خدمات الضرائب مجانيا من خلال شبكتها من مستشاري الضرائب المرخصين لمساعدة عملائها في الوصول إلى هذا المبلغ البالغ 10 ملايين.
هل هناك مخاطر؟
السؤال الذي يطرحه الكثير من القراء هو ما إذا كان هذا خالي من المخاطر.
الجواب لا، ليس خالي من المخاطر. مثل أي استثمار، هناك مخاطر على الرغم من أن تداول المراجحة أقل خطورة من معظم أشكال تداول العملات الرقمية، أو معظم الاستثمارات في هذا الشأن.
هناك خطر فشل البورصة (وقد تفقد أموالك، أو على الأقل تجميدها)، لذلك من المهم إلقاء نظرة على الميزانية العمومية للبورصة والداعمين الماليين. في حالة “Ovex”، أغلقت مؤخرًا استثمارًا بقيمة 4 ملايين دولار بتقييم يقارب 2 مليار راند من “FTX”، وهي واحدة من أكبر بورصات العملات الرقمية الدولية من حيث حجم التداول.
خطر آخر مرتبط بالسوق. على سبيل المثال، لنفترض أنه في الساعة 09:00 صباحًا، تبلغ فجوة المراجحة بين” Kraken” و” Ovex” 5٪ وأنت قررت تنفيذ صفقة المراجحة. يجب عليك شراء دولارات أمريكية وشحنها إلى حسابك في بورصة كراكن. بمجرد الوصول إلى هناك، يمكنك شراء “Bitcoin” وشحنه على الفور إلى حساب “Ovex” الخاص بك (يجب أن يكون لديك حسابات في كلا البورصتين للقيام بذلك) وتتوقع بيعها مقابل ربح بنسبة 5٪. قد يستغرق الأمر ساعة أو ساعتين قبل وصول عملة البيتكوين إلى حساب “Ovex” الخاص بك، وفي ذلك الوقت قد ينخفض سعر البيتكوين في بورصة “Ovex”، مما يؤدي إلى القضاء على أرباح المراجحة الخاصة بك.
يزيل “Ovex” مخاطر السوق هذه بطريقتين:
1 – من خلال توسيع حدود الائتمان لعملائها التي تحافظ فعليًا على الربح، بغض النظر عن مقدار الوقت الذي يستغرقه تنفيذ تجارة المراجحة بالكامل. بمجرد إعطاء تعليمات إلى “Ovex” لتنفيذ تجارة المراجحة، يكون ربحك آمنًا، حتى إذا تحركت أسعار العملات الرقمية بشكل كبير (كما هو الحال غالبًا) بين الوقت الذي يستغرقه شراء العملة المشفرة في الخارج وشحنها إلى جنوب إفريقيا.
2 – بدلاً من استخدام البيتكوين كأصل للمراجحة، تستخدم “Ovex” عملة مستقرة تسمى “True USD (TUSD)” وهي عملة رقمية مدعومة بالكامل بنسبة 1: 1 بالدولار الأمريكي. مثل البيتكوين، تتداول هذه العملات المستقرة بعلاوة 2-5٪ في جنوب إفريقيا مقارنة بالخارج. تتمثل ميزة استخدام “TUSD” بدلاً من “Bitcoin” في ذلك.
يعتبر “TUSD “على نطاق واسع أحد أكثر العملات المستقرة الموثوقة في السوق، وهو مرتبط بشكل يمكن التحقق منه بالدولار الأمريكي. نظرًا لأن معظم العملات المستقرة مدعومة بعملات ورقية مثل الراند والدولار الأمريكي، فإنها لا تخضع لتقلب أسعار الأصول المشفرة وغالبًا ما يستخدمها مستثمرو العملات الرقمية لتحصيل الأرباح المحققة من استثمار العملة الرقمية. كما أنها موجودة خارج النظام المصرفي، وبالتالي يمكن تحويلها وتسويتها بشكل أسرع بكثير مما يتم من خلال البنك.
كم أحتاج للبدء؟
يجيب عوفاديا أن ما بين 100000 و 250000 راند مثالي، حيث توجد بعض التكاليف الثابتة، ويمكن أن تقلل نسبة الربح بشكل كبير على المبالغ الصغيرة. على سبيل المثال، تكلفة شراء الفوركس هي 500 راند ثابت، وهو 1٪ على مبلغ 50000 راند، ولكن 0.5٪ فقط على 100000 راند. وهذا يضع ربحًا إضافيًا بنسبة 0.5٪ في جيب الشخص الذي يتداول بمبلغ 100000 راند بدلاً من 50000 راند.
إذا كنت قادرًا على المتاجرة بـ 200000 راند، فإن تكلفة الفوركس تكون أقل بكثير من 0.25% – مما يضع ربحًا إضافيًا في جيبك.
ومع ذلك، يمكنك البدء بمبلغ ضئيل قدره 50000 راند، وتوقع أرباح تبلغ حوالي 3% في الأسبوع.
هل هي عملية احتيال؟
يتساءل بعض القراء عما إذا كانت المراجحة عملية احتيال. الجواب لا. لا ينبغي مقارنة هذا بأمثال “MTI” التي كانت واعدة بعوائد تصل إلى 10% شهريًا، والتي ادعت أنها كانت بسبب خوارزمية محوسبة موهوبة بشكل استثنائي خسرت يوم واحدًا فقط من التداول من أصل 200 (وجدت هيئة سلوك قطاع التمويل أنه لا يوجد دليل على وجود هذه الخوارزمية).
هذا ليس هو الحال مع المراجحة. في حين أنه من المتصور أن تحصل على 4-5% في الأسبوع، فإن هذا يعتمد كليًا على ظروف السوق.
لا توجد ضمانات. كما رأينا في الأسابيع القليلة الماضية، اختفى سوق المراجحة تمامًا. في أوقات أخرى، تكون فجوة المراجحة بين الأسواق المحلية والخارجية ضعيفة للغاية بحيث لا يمكن تداولها. عادت الفجوة في الأسبوع الماضي إلى الظهور بشكل عنيف وفي وقت النشر كانت حوالي 4.5-6%.
ما هي الرسوم؟
تتقاضى شركة “Ovex ” حوالي 1% من مبلغ رأس المال، وهو ما يتماشى مع معدلات الشحن الدولية. يقول اوفاديا “مراجحة العملات الرقمية هي طريقة رائعة لمواطني جنوب إفريقيا للتعرف على سوق العملات الرقمية بطريقة آمنة نسبيًا. لقد فعلنا كل ما في وسعنا لإزالة أكبر عدد ممكن من المخاطر وحقيقة أننا دفعنا أكثر من 28 مليون راند في أرباح المراجحة للعملاء هي شهادة على ذلك”.
