جاستن صن: من مطارَد قانونياً إلى شريك رئيسي لدونالد ترامب في عالم العملات الرقمية

في تحول درامي ومثير للجدل، نجح الملياردير جاستن صن، مؤسس شبكة البلوكتشين “ترون” (Tron)، في تغيير مساره بالكامل في الولايات المتحدة. فبعد أن كان يواجه اتهامات بالاحتيال من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، أصبح اليوم داعماً استثمارياً رئيسياً لمشاريع الرئيس السابق دونالد ترامب في قطاع العملات الرقمية.
تحول المسار: الاستثمار يفتح الأبواب
في عام 2025، كان صن مطارداً قضائياً، مما أجبره على البقاء بعيداً عن الأراضي الأمريكية لفترة. لكنه اختار طريقة لافتة للعودة إلى دائرة الضوء: استثمار عشرات الملايين من الدولارات في عملات رقمية مرتبطة بعائلة ترامب، مثل عملة TRUMP Coin وعملة World Liberty Financial.
هذه الاستثمارات، التي تجاوزت 90 مليون دولار، لم تكن مجرد صفقات مالية، بل كانت بمثابة تذكرة دخول حصرية. فبفضلها، دُعي صن لحضور مناسبات خاصة مع الرئيس ترامب، بما في ذلك عشاء خاص في “نادي ترامب الوطني للغولف” في فيرجينيا.
صن يرى المستقبل في السياسة الأمريكية
وصف صن لقاءه بكبار حاملي عملة TRUMP Coin بأنه “إشارة قوية” لمستقبل صناعة العملات الرقمية، معتبراً أن مشاركته ستؤثر على النظرة العامة لسياسات العملات المشفرة في الولايات المتحدة. وقد تضمنت نشاطاته الأخيرة أيضاً لقاءات مع مستشارين سياسيين بارزين، وحضور مؤتمرات كبرى في عالم التشفير.
إمبراطورية ترون: قوة رغم الجدل
يقدر مؤشر بلومبيرغ ثروة صن بحوالي 12.5 مليار دولار، وهو يدير شبكة “ترون” التي تسمح بنقل العملات المستقرة (Stablecoins) بسرعة فائقة وبتكلفة منخفضة. تتجاوز قيمة المعاملات على شبكته 600 مليار دولار شهرياً، وهو رقم يتفوق بأربعة أضعاف على ما تحققه منصات كبرى مثل بايبال.
ومع أن الشبكة استُخدمت أحياناً في أنشطة غير قانونية، فقد أسس صن وحدة خاصة (T3) لمكافحة الجرائم المالية بالتعاون مع شركة Tether، ونجح في تجميد ما يقرب من 260 مليون دولار من الأموال غير المشروعة.
حصانة استثمارية وشخصية مثيرة
المثير في الأمر، هو أنه بعد استثماراته الكبيرة في مشاريع عائلة ترامب، توقفت الدعاوى المرفوعة ضده من هيئة الأوراق المالية الأمريكية. ورغم أن صن، وهو مواطن من سانت كيتس ونيفيس، لا يمكنه التبرع مباشرة للحملات السياسية الأمريكية، فإن استثماراته جعلته شريكاً مالياً حيوياً للعائلة.
يُعرف جاستن صن بجرأته وحبه للظهور، حيث يذكر التاريخ الإعلامي مغامراته الباهظة، مثل:
1- دفع 4.6 ملايين دولار لتناول وجبة غداء مع الملياردير وارن بافيت.
2- شراء عمل فني لـ “الموزة” الشهيرة بمبلغ 6.2 مليون دولار، ومن ثم تناولها علناً في مؤتمر صحفي.
باختصار، يمثل جاستن صن حالة فريدة في عالم العملات الرقمية، حيث تظهر قصته كيف يمكن للاستثمار الذكي والمثير للجدل أن يعيد تشكيل الصورة العامة لشخصية كانت يوماً ما على قائمة الملاحقة القانونية.