تصريحات مثيرة للجدل يلقيها محافظ بنك إسبانيا السابق في المؤتمر الأوروبي الرقمي
قال ميغيل فرنانديز أوردونيز، المحافظ السابق لبنك إسبانيا خلال الأزمة المالية الكبرى، أن الخطة النهائية للعملات الرقمية للبنك المركزي ( CBDCs) هي استبدال ودائع البنوك التجارية بالكامل.
ورأى أن تصبح جميع البنوك التجارية “البنوك الضيقة”.
اقرأ أيضا: 3 فوائد تقدمها عملات البنوك المركزية الرقمية للاقتصاد العالمي
تصريحات مثيرة للجدل في المؤتمر الأوروبي الرقمي
وجاءت تصريحات كان السيد ميغيل فرنانديز أوردونيز، المحافظ السابق لبنك إسبانيا، خلال المؤتمر الأوروبي الرقمي الذي عقد صباح اليوم .
وقال أودونيز: “لو كان بنك سيليكون فالي يقدم خدمة العملة الرقمية للبنك، لما شهدناه ينهار لأن العملة الرقمية للبنك تندرج تحت صفة المال. .. إنه ليس وعدا بدفع أموال يمكن أن تخسرها”.
ورأى الحاكم السابق بأن اليورو الرقمي لديه القدرة على حل مشكلتين مترابطتين في النظام النقدي والمصرفي: الاستقرار والمنافسة.
ووفقا لرؤية أوردونيز، فقد احتكرت البنوك سوق الدفع والائتمان، حيث لا توجد إمكانية لتقديم مدفوعات دون المرور عبر حساب بنكي تجاري. وهذه البنوك محمية أيضا بشكل كبير من خلال اللوائح، فضلا عن التشريعات لحماية الاستقرار مثل بازل 3، وخطط تأمين الودائع، والبنوك المركزية التي تعمل كمقرض الملاذ الأخير، والتي تحمي القطاع من الوافدين الجدد.
لكن أوردونيز قال بأن هذا الافتقار إلى المنافسة له آثار عميقة على الاستقرار العام للنظام لأن الودائع المصرفية ليست أصلا آمنا يجب استخدامه كوسيلة للدفع، مثل النقد أو عملات البنوك المركزية الرقمية. وأشار إلى أن البنوك “مصممة لتنهار”.
وفي هذا السياق، قدم الحاكم السابق حجة من أجل “تحرير” القطاع المصرفي، مقدما مقارنات مع تحرير الاتصالات السلكية واللاسلكية. ومع ذلك، لا يزال قطاع الاتصالات منظما بشكل كبير.
وتشير دعوة أوردونيز إلى نظام مالي أكثر حرية وتقوده السوق إلى استبدال 90٪ من أموال اليوم التي أنشأتها البنوك الخاصة بأموال صادرة عن الدولة، تاركا النتيجة التي مفادها أن زيادة المنافسة بين مقدمي الخدمات ستؤدي إلى احتكار الحكومة الكامل للمال.
ونظرا لأنه كان يتحدث كجزء من لجنة، لم تتح له الفرصة لشرح من سيحل محل دور الوساطة الائتمانية للبنوك.
من جهة أخرى، دحض ألكسندر بكتل، الرئيس الحالي للاستراتيجية الرقمية في DWS والمدير السابق في دويتشه بنك، تصريحات أوردونيز .
حيث جادل بأنه في حين يمكن للعملات الرقمية للبنوك المركزية أن تقدم نظريا وسيلة دفع أكثر أمانا من الودائع المصرفية، فمن المرجح أن يكون الاقتراح بأن تحل العملات الرقمية محل أموال البنوك التجارية بالكامل بتكلفة عالية.
وقال أنه من المؤكد أن مثل هذا “التحول الجذري في النظام المالي الحالي سيضر بالبنوك، والتي يمكن القول إنها تلعب دورا مهما في المجتمع كوسطاء ائتمان. يجب أن يكون الحفاظ على الاستقرار المالي أمرا حيويا”.
وفي تعليقه على زتصريحات زميله، قال أوردونيز أنه يوافق على أن الانتقال من أموال البنوك التجارية إلى عملات البنوك المركزية الرقمية سيكون أمرا صعبا. وأوضح أن أحد الحلول هو البدء بإدخال قيود معينة على استخدام عملات البنوك المركزية الرقمية لتجنب الإخلال بالاستقرار المالي، مثل الحدود القصوى لمقدار ما يمكن أن يحتفظ به الأشخاص من عملات البنوك المركزية الرقمية.
ولكن في الوقت الذي يدرس فيه محافظو البنوك المركزية الآخرون هذه الحدود للحفاظ على الاستقرار على المدى الطويل وتصوير عملات البنوك المركزية على أنها شيء زائد النقدية، يوصي أوردونيز بالتحول الكامل نحو نظام جديد.