تحديث إثيريوم 2.0: كل ما تريد معرفته في مكان واحد

تحديث لندن لعملة الإثيريوم أو ترقية لندن أو هاردفوك لندن – هو تحديث في شبكة الإثيريوم، والتي سيتم إطلاقه في 4 أغسطس من عام 2021.

ويشار إلى أن شبكة الإثيريوم عبارة عن نظام بيئي يتطور باستمرار مع الكثير من التحديثات والتي من شأنها تحسين سرعة الشبكة وأمانها، بالإضافة إلى تحسين تجربة المستخدم مع تقنية بلوكتشين.

وتم إجراء آخر تحديث بلوكتشين الإثيريوم وأطلق عليه (تحديث برلين) في أبريل 2021، حيث تم تغيير الخوارزمية المسؤولة عن العمولة (الغاز)، وأصبحت علامة فارقة قبل تحديث برلين المنتظر يوم غد (4 أغسطس 2021).

ما هو هاردفورك لندن لعملة الإثيريوم؟

تحديث لندن (هاردفورك لندن لعملة الإثيريوم) – هو التحديث الجديد الذي طال انتظاره لشبكة الإثيريوم، وسينتقل بعملة الإثيريوم إلى الإصدار الثاني (إثيريوم 2.0)، وسيحمل التحديث مجموعة من الحلول التي من شأنها توسيع الشبكة وجعلها أكثر أمانا وفاعلية.

ووفقا لرئيس المطورين، تيم بيكو، تم تنفيذ العمل على تحديث لندن بنشاط حتى أثناء نشر هارد فورك برلين على شبكة إيثريوم. وتم الإعلان عبر موقع ” Github” أنه من المقرر إجراء تحديث لندن على الشبكة الرئيسية عند الكتلة 12965000.

وأضاف أن التحديث الجديد أطلق عليه (تحديث لندن) لأنه في نوفمبر 2015، تم عقد أحد مؤتمرات مطوري الإثيريوم  (Ethereum – Devcon 1) في لندن.

ما سبب هاردفورك لندن للإثيريوم؟

على الرغم من شعبية عملة الإثيريوم، لاتزال بعيدة عن تحقيق إمكاناتها الكاملة، حيث أن البنية التحتية للشبكة ليست جاهزة بعد للاستخدام من قبل ملايين الأشخاص حول العالم.

قابلية التوسع هي المشكلة الرئيسية التي تحد من انتشار وتطور عملة الإثيريوم، حيث غالبًا ما تكون الشبكة مثقلة بالأعباء وذلك يؤدي إلى بطء في المعاملات ورسوم عالية، حيث وصلت إلى رقم قياسي في مايو (70 دولارا على كل معاملة)، بينما كانت (0.5 دولار) فبل عام.

كما أن شعبية مشاريع التمويل اللامركزي “DeFi” أثرت سلبا على الشبكة، حيث أضافت عبئا إضافية عليها.

ومنذ عام 2016 قام المطورون بتحديث الشبكة تدريجياً ليصلوا إلى تحديث إثيريوم 2.0 والذي من المقرر إجراؤه يوم 4 أغسطس 2021.

ووفقا للمطورين، سيجعل هذا التطوير عملة الإثيريوم صديقو للبيئة بنسبة 99%، وذلك بسبب تخليها عن عملية التعدين وانتقالها إلى الستيكينغ، وهذا بدوره يحل مشاكل عديدة من بينها قابلية التوسع والرسوم المرتفعة والمعاملات البطيئة.

ما هي التغييرات التي يتضمنها تحديث لندن للإثيريوم؟

يتضمن تحديث لندن لشبكة الإثيريوم العديد من التحديثات ومنها EIP-1559 و EIP-3198 و EIP-3529 و EIP-3541 و EIP-3554.

EIP-1559 – وهذا التحديث مسؤول عن رسوم الشبكة، والتي سيتم تحديدها اعتمادًا على نشاط الشبكة والمساحة الخالية في الكتلة. بالإضافة إلى العمولة الأساسية. كما أنه يمكن للمستخدم تحديد رسوم إضافية كمكافآة للمعدين، حيث سيتم حرق العمولة الأساسية بعد اتمام الصفقة.

ووفقا لمحللي ” Dune Analytics”، فإن هذا التحديث يمكن أن يؤدي إلى حرق ما مجموعه 2 967 937 عملة إثيريوم سنويا.

EIP-3198 – يضيف هذا التحديث كود التشغيل BASEFEE ، الذي يُرجع العمولة الأساسية للكتلة المقابلة. ستساعد القدرة على استخدام هذه الميزة في العقود الذكية في اكتشاف الاحتيال وتجنب دفع العمولات الزائدة.

EIP-3529 – يقلل استرداد الغاز لعمليات معينة من 50٪ إلى ما لا يزيد عن 20٪.

EIP-3541 – يضع الأساس لإدخال تحسينات أكبر على ” Ethereum Virtual Machine” ) ويمنع إطلاق عقود ذكية جديدة بعناوين 0xEF. في الوقت نفسه، لن يؤثر التغيير على العقود الحالية.

EIP-3554 – يمدد “قنبلة الصعوبة” حتى 1 ديسمبر 2021. تم تقديم هذه الآلية لتجميد التعدين بسبب الانتقال إلى خوارزية إثبات الحصة (PoS) بدلا من الحالية (PoW)، حيث سيتوقف تعدين عملة الإثيريوم بشكل كامل.

هل يدعم المعدنون هاردفورك لندن؟

يدعم معظم مستخدمي شبكة الإثيريوم التحديث الجديد، ولكن تحديث EIP-1559 سيؤدي إلى توقف أرباح المعدنين، ولكي يحصلوا على أرباح يجب أن يوقفوا آلاتهم ويبدأوا بتجميد عملة الإثيريوم (وهي عملية أقل ربحية من التعدين).

ليس من المستغرب أن يعارض بعض المعدنين التحديث. وهم يعتقدون أن حرق العملات لن يؤدي إلى ارتفاع السعر، وأن حل مشكلات قابلية التوسع في الشبكة على حساب المعدنين هو “سرقة” من أجل الأغلبية.

ويشار إلى أنه في مارس حاول المعدنون الإضراب للضغط على مطوري الإثيريوم لإيقاف التحديث، ولكن باءت محاولتهم بالفشل، حيث أرادوا تجميع طاقة قدرتها 51% من قدرة الشبكة الكلية وإجراء هجوم عليها، ولكن لم يكن هناك العدد الكافي من المعدنين لفعل ذلك.

نتيجة لذلك، ليس لدى المعدنين خيار سوى الإمتثال للأمر الواقع أو أن يصبحوا من ضمن المصادقين ليحصلوا على عمولة من عملة الإثيريوم.

ربما يكون المعدنون على حق. وفقًا لحسابات CoinMetrics، لن يؤدي تنشيط EIP-1559 بالضرورة إلى انخفاض أسعار الرسوم (الغاز). يمكن أن يؤدي ارتفاع استخدام شبكة الإثيريوم إلى تقليل الفائدة المحتملة من رسوم الخوارزمية الثابتة.

بينما يعتقد خبراء CoinMetrics أن استخدام حلول من الدرجة الثانية سيكون واعدًا أكثر.

كيف يمكن أن يؤثر تحديث لندن على سعر عملة الإثيريوم؟

يمكن أن يؤدي التحديث الجديد إلى ارتفاع سعر عملة الإثيريوم وذلك بسبب أنه سيتم حرق عملات بشكل مستمر وبالتالي سيرتفع الطلب ويقل العرض.

ومع ذلك، فإن الارتفاع السريع في سعر الإثيريوم ليس مضمونا على الإطلاق. على سبيل المثال، لم تتسبب أخبار التنشيط الوشيك للندن في زيادة سعر عملة الإثيريوم الأثير.

ويمكن أن يستمر سعر عملة الإثيريوم في الهبوط، ولكن ارتفاع السعر في المستقبل يبدو منطقيا.

ووفقا للمطورين، فإنهم يعتزومن حرق 20 مليون عملة، وتحديد العدد الكلي ب 120 مليون عملة إثيريوم (أي مع مرور الوقت سيبقى في السوق 100 مليون عملة فقط).

وفقًا لتوقعات “Dune Analytics” ، سيؤدي تنشيط EIP-1559 إلى حرق حوالي مليون عملة سنويا (وهذا يمثل 1٪ من إجمالي عملة الإثيريوم المتداولة). وتتوقع “ConsenSys” حرق 1.6 مليون عملة إثيريوم سنويا.

لكن المؤشرات المحددة ستعتمد على العديد من المتغيرات، على سبيل المثال، عدد المعاملات وازدحام الشبكة. من الناحية النظرية، كلما زاد عدد المعاملات الموجودة في الشبكة ، يتم حرق المزيد من العملات.

بينانس تدعم هاردفورك لندن

أعلنت أكبر منصة تداول عملات رقمية في العالم “بينانس” عن دعمها للتحديث الجديد لعملة الإثيريوم.

وأضافت أنها ستقوم بإيقاف السحب والإيداع بعملة الإثيريوم أثناء إجراء التحديث، ولكن ذلك لن يؤثر على عمليات التداول أبدا.

وأنها ستأخذ على عاتقها جميع الأمور الفنية المتعلقة بالتحديث الجديد، ولن يتطلب عمل أي شيء من قبل المستخدم.

سؤال وجواب حول تحديث الإثيريوم 2.0

الخلاصة

سيكون هاردفورك لندن أحد أهم التحديثات لشبكة إيثريوم وسيؤثر على كيفية تفاعل المستخدمين معها. سيؤدي ذلك إلى تقليل تكاليف المعاملات بشكل طفيف وإطلاق آلية انكماش (حرق عملة الإثيريوم عند إجراء كل معاملة داخل الشبكة).

ويمكن أن يكون التحديث نقطة فارقة في مسيرة الإثيريوم، وخاصة في المستقبل بعد أن يتحول إلى خوارزمية إثبات الحصة وتصبح العملة الشهيرة صديقة للبيئة، مما سيؤدي إلى إقبال عليها وبالتالي ارتفاع في سعرها.