تايوان تحذر من استخدام منصات العملات المشفرة للرهان على الانتخابات الرئاسية
في خضم الاستعدادات للانتخابات الرئاسية المقبلة في تايوان المقرر إجراؤها في 13 يناير/ كانون الثاني 2024، أصدرت السلطات تحذيرا شديد اللهجة من استخدام منصات المراهنة على العملات المشفرة للمراهنة على نتائج الانتخابات.
ويأتي هذا التحذير وسط تحقيق أوسع نطاقا في المقامرة غير القانونية عبر الإنترنت، حيث يواجه العديد من المواطنين التايوانيين بالفعل استجوابا بشأن تورطهم في مثل هذه الأنشطة.
المراهنة على الانتخابات تجذب الاهتمام القانوني في تايوان
ومع احتدام السباق الرئاسي، أثارت السلطات التايوانية مخاوف بشأن استخدام المنصات اللامركزية مثل Polymarket للمراهنة على الانتخابات. وعلى الرغم من التصور السائد بين بعض المستخدمين بأن المعاملات عبر الإنترنت للمراهنة لا تتعارض مع القوانين المحلية، فقد أوضح المسؤولون أن أي شكل من أشكال المقامرة في الانتخابات يمكن أن ينطوي على مخاطر قانونية كبيرة. حيث يمكن أن تؤدي انتهاكات المادة 88-1 من قانون الانتخابات، الذي يحكم مثل هذه الأنشطة، إلى عقوبات تشمل السجن لمدة ستة أشهر، أو الاحتجاز الجنائي، أو غرامات تصل إلى 100 ألف دولار تايواني جديد.
كما أشارت السلطات إلى أن تحويلات الأموال من البورصات المركزية إلى منصات المراهنة يمكن تتبعها، وحثت المواطنين على الابتعاد عن أي أنشطة قمار قد ينتهك تشريعات الانتخابات وسحب الثقة. ويعتبر هذا التحذير وثيق الصلة بشكل خاص بالنظر إلى الطبيعة الحساسة للفترة الانتخابية في تايوان.
وتمتد مسألة الرهان على العملات المشفرة إلى ما هو أبعد من حدود تايوان. فقد واجهت Polymarket، وهي لاعب رئيسي في هذا المجال، تحديات قانونية في الولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني 2022. واتهمت لجنة تداول العقود الآجلة للسلع (CFTC) المنصة بأنها “تدير منشأة غير قانونية وغير مسجلة” منذ يونيو/ حزيران 2020، مما يسلط الضوء على حجم تداولها الكبير خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020.
اقرأ أيضا: أفضل 9 عملات صينية رقمية
تؤثر التوترات الانتخابية على التوقعات الاقتصادية لتايوان
وتعتبر الانتخابات الرئاسية المقبلة حاسمة بالنسبة لتايوان، حيث يسعى الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم للفوز بولاية ثالثة على التوالي بشكل غير مسبوق. ومع ذلك، فإن الوضع الاقتصادي، ولا سيما ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الذي يؤثر على الأسر الأكثر فقرا في الجزيرة، يشكل تحديا كبيرا. وعلى الرغم من تقدم مرشح الحزب الديمقراطي التقدمي، نائب الرئيس لاي تشينغ تي، إلا أنه يواجه منافسة شرسة من قِبَل هو يو إيه من حزب الكومينتانغ.
وتشكل نتيجة الانتخابات أهمية بالغة، لأنها قد تؤثر بشكل كبير على العلاقات الجيوسياسية لتايوان، وخاصة مع الصين. حيث يتناقض موقف حزب الكومينتانغ الأكثر ودية مع بكين مع نهج الحزب الديمقراطي التقدمي، مما يزيد من المخاطر العالية للانتخابات.
