تأثير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على القيمة السوقية للعملات الرقمية

خلال هذه الحرب، انخفضت القيمة السوقية للعملات الرقمية الإجمالية، باستثناء البيتكوين والإثيريوم، بنحو مليار دولار أمريكي.

ومن المثير للاهتمام أن البيتكوين ظلت غير متأثرة نسبياً. وذلك لأن إسرائيل وفلسطين ليستا دولتين كبيرتين ولا تؤثران بشكل كبير على التجارة الدولية للدول الكبرى الأخرى. إنهم ليسوا لاعبين رئيسيين في الموارد الأساسية مثل النفط وفي كل مكان. لذا، استمرت التجارة الدولية كالمعتاد، ولم تضطر الدول الأخرى إلى الذعر لبيع أصولها.

وينظر بعض المستثمرين إلى العملات الرقمية كوسيلة لتنويع محافظهم الاستثمارية. خلال أوقات عدم الاستقرار السياسي أو عدم اليقين الاقتصادي، يمكن اعتبار العملات المشفرة وسيلة للتحوط ضد الأسواق المالية التقليدية. وبالتالي، قد يرتفع الطلب على العملات الرقمية خلال هذه الفترات، مما يؤثر بشكل إيجابي على قيمتها.

اقرأ أيضاً: دراسة.. كيف استطاعت أوكرانيا جذب سوق العملات الرقمية خلال الحرب؟

(في وقت كتابة هذا التقرير، كان تداول عملة البيتكوين بسعر 27,935 دولارًا. وعلى الرغم من خسارتها الضئيلة بنسبة 0.1٪ خلال الـ 24 ساعة الماضية، إلا أن العملات الرقمية كانت لا تزال قادرة على الحفاظ على نسبة جيدة تبلغ 3.5٪ في الأسبوع الماضي ووصلت القيمة السوقية للعملات الرقمية، إلى 1.06 تريليون دولار)

مناعة قطاع العملات الرقمية ضد الصراعات الإقليمية

وأحد الأسباب الرئيسية وراء مناعة قطاع العملات الرقمية ضد الصراعات الإقليمية مثل النزاع بين إسرائيل وحماس هو المبدأ الأساسي المتمثل في اللامركزية. لا تخضع العملات المشفرة لسيطرة أي حكومة أو كيان واحد، مما يجعلها غير مبالية بالاضطرابات السياسية في أي منطقة معينة. وهي تعمل على نطاق عالمي، حيث تتحدد قيمتها وفائدتها من خلال تفاعل معقد من العوامل خارج نطاق الجغرافيا السياسية الإقليمية.

والعملات الرقمية هي أصول عالمية، تتجاوز الحدود والحدود السياسية. ويتم تحديد قيمتها من خلال عوامل مثل ديناميكيات العرض والطلب، ومعدلات التبني، ومعنويات السوق من جميع أنحاء العالم. وبالتالي، فإن الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط لا يؤثر بشكل مباشر على سوق العملات المشفرة الأوسع، والذي يتم توزيعه عبر مختلف البلدان والقارات.

وبالمقارنة مع الصراع الذي دار العام الماضي بين روسيا وأوكرانيا. تعتبر روسيا لاعباً رئيسياً في تجارة النفط الدولية، وكان لهذه الحرب تأثير كبير على التعاملات التجارية الدولية. تستورد العديد من الدول النفط من روسيا، وقد أدى هذا الصراع إلى تعطيل تلك الإمدادات، مما أثر على الأسواق وغير ذلك الكثير. هذه هي الحالة التي حدث فيها البيع بدافع الذعر بسبب الصراع واسع النطاق.