بدء محاكمة مؤسس FTX: بين امبراطورية مبنية على الكذب والتصرف بحسن نية
وصف المحامي الأمريكي ثين رين مؤسس منصة FTX المنهارة بأنه رجل أعمال جشع سرق المليارات من العملاء. مطلقا على الإمبراطورية اسم “بيت من ورق”.
وفي البيان الافتتاحي أمام هيئة المحلفين التي أدت اليمين حديثا في محكمة مانهاتن الفيدرالية، قال رين: “كان لديه ثروة، وكان لديه سلطة، وكان له نفوذ. ..لكن كل ذلك، كل ذلك، بني على الأكاذيب”.
FTX امبراطورية بُنيت على الكذب
وتتهم الحكومة الأمريكية سام فرايد باستخدام منصة العملات المشفرة الخاصة به، FTX، لسرقة مليارات الدولارات من العملاء لتمويل أسلوب حياته الخاص وحملاته السياسية. إضافة إلى لائحة تهم متعددة تتعلق بالاحتيال والتآمر.
وكانت إمبراطورية العملات المشفرة التابعة لشركة FTX قد شهدت انهيارا هائلا بشكل صادم في العام الماضي، حيث خسرت المليارات لعملائها الذين استثمروا أموالهم في الشركة ووثقوا بها.
ومشيرا إلى سام فرايد، قال رين: “هذا الرجل سرق مليارات الدولارات من آلاف الأشخاص”. حيث يزعم المدعون أيضا أن سام استخدم أشخاصا لسرقة العملاء والتلاعب بهم وإبقاء شخصه بعيدا عن الشبهات.
وبدأت المحاكمة يوم الأربعاء بعد اختيار 12 محلفا وستة بدلاء من بين مجموعة مكونة من 45 شخصا.
ويقول ممثلو الادعاء إن سام حصل على أكثر من 10 مليارات دولار (8.2 مليار جنيه إسترليني) من عملاء FTX المطمئنين.
وتدعي وزارة العدل الأمريكية أن سام استخدم أموال العملاء المودعة في FTX للإنفاق بإسراف، وشراء العقارات وتقديم أكثر من 100 مليون دولار لدعم الحملات السياسية.
كما تدعي أيضا أنه استخدم الأموال لتغطية الخسائر في شركة ألاميدا للأبحاث والكذب على المستثمرين والبنوك بشأن العلاقات بين الشركتين.
واعترف سام في مقابلات إعلامية بوجود سوء إدارة في الشركة، لكنه نفى أنه استولى على أي أموال.
هل تنقذ حُسن النية سام من الاتهامات؟
في المقابل، تصدى مارك كوهين، محامي سام، لحجج الادعاء، وقال في رده على المحلفين: “سام لم يحتَل على أحد”. مجادلا بأن موكله، الملقب بملك العملات المشفرة، هو “مهووس بالرياضيات” وتصرف “بحسن نية” طوال فترة صعود وسقوط شركته الناشئة.
وقال كوهين: “ليست جريمة أن تكون رئيسا تنفيذيا لشركة أعلنت إفلاسها لاحقا”. وأضاف أن سام كان “مستعدا للتخلي عن كل ما يملكه شخصيا من أجل إنجاح الأمور”.
وأوضح أن سام وبسبب الوتيرة المحمومة لنمو FTX، قام بـ “التغاضي” عن بعض التفاصيل المهمة مثل إدارة المخاطر، واصفا الادعاءات التي قدمها المدعون حول سقوط FTX وألاميدا بأنها “خارجة عن السياق”.
كما أشار فريق الدفاع أيضا إلى أن سام وزملائه من رجال الأعمال كانوا “يبنون الطائرة أثناء طيرانهم بها”، وأنه كان يتبع المشورة القانونية في النقاط الرئيسية وأن ممارساته التجارية كانت “معقولة”.
وكان سام البالغ من العمر 31 عاما، قد اتهم بسرقة المليارات من خلال الاحتيال عبر الإنترنت وغسل الأموال فيما يرقى إلى واحدة من أكبر الجرائم المالية في تاريخ الولايات المتحدة. وقد دفع التهم عن نفسه بأنه غير مذنب في سبع تهم تتعلق بالاحتيال والتآمر.
ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة الجارية حوالي ستة أسابيع، حيث يواصل المحامون من كلا الجانبين عرض قضاياهم. وفي حال ثبتت إدانة سام، فإنه سيواجه عقوبة السجن لعقود.
صعود وهبوط لملك العملات المشفرة
وصعد سام إلى قمة الشهرة بعد تأسيس FTX في عام 2019، والتي كانت ذات يوم واحدة من أكبر منصات العملات المشفرة في العالم. ليصبح بعدها متحدثا باسم العملات المشفرة في واشنطن العاصمة، معروفا بتسريحته المجعّدة ورعايته للرياضة ومخالطته للمشاهير.
ومع تدهور أسواق العملات الرقمية في عام 2022، تدخل كمنقذ للشركات الصغيرة، مما أكسبه لقب “ملك العملات المشفرة”.
ولكن بعد بضعة أشهر، تم القبض عليه ووجهت إليه تهمة الاحتيال بعد انهيار FTX وإفلاسها مع الإبلاغ عن اختفاء المليارات.
اقرأ أيضا: كيفية تعطيل وإعادة تفعيل حساب Binance
وقد حضر المحاكمة والدا سام، وهما أستاذان للقانون في جامعة ستانفورد، وأربعة من أقرب زملائه في العمل وحلفائه – بما في ذلك صديقته السابقة والمديرة التنفيذية السابقة لشركة ألاميدا كارولين إليسون – والذين أقروا فعلا بأنهم مذنبين.
ومن بين الشهود الذين يشهدون ضد سام عميل FTX السابق، مارك أنطوان جوليارد، وهو مواطن فرنسي قال إنه خسر 133 ألف دولار.وكان الشاهد الأول الذي أدلى بشهادته أمام الادعاء.
وتضمنت شهادة جوليارد استعداده لتحمل مسؤولية خسائره نظرا لكونه تاجر سلع ومدرك لمخاطر الاستثمار في العملات المشفرة.
وقال جوليارد: “لو كنت قد قمت بالتداول، فأنا مسؤول عن قراراتي. .. ملك العملات المشفرة تسبب بخساتي لـ 1.7 مليون جنيه إسترليني”. مشيرا إلى أنه لم يفكر قط في خطر أن يستخدم شخص آخر أمواله في التجارة، وأضاف: “هذا ليس ما قمت بالتسجيل من أجله”.