أخبار العملات الرقمية

انترنت الأشياء ” IoT “وأشهر وظائفه ومجالاته

لقد حلم العديد منا بالمنازل الذكية حيث تكون الأدوات والآلات فيها قادرة على تنفيذ أوامرنا بشكلٍ أتوماتيكي، يتفعل جرس المنبه وآلة القهوة باللحظة التي تريد بها بدء يومك، تنير الإضاءة بمجرد سيرك عبر المنزل، تستجيب بعض الأجهزة الحاسوبية المخفية لأوامرك الصوتية لتقرأ جدولك ورسائلك في حال جاهزيتها، وتشغل الأخبار في التلفاز.

تستطيع سيارتك أن تقودك إلى العمل سالكة الطريق الأقل ازدحاما وتعطيك فرصة للقراءة أو التحضير لمقابلة صباحية بينما أنت تتنقل.

يوجد في الوقت الحالي جهاز واحد متصل بإنترنت الأشياء لكل شخص على كوكب الأرض، ومن المتوقع أن تصل قيمته الاقتصادية إلى 11.1 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2025.

لا يشمل هذا المفهوم إمكانية تحويل طريقة حياتنا فحسب، ولكنه يمتد أيضاَ ليؤثر على كيفية القيام بعملنا. إنترنت الأشياء هو شبكة من الأجهزة الذكية والأشخاص والأنظمة المتصلة التي تتيح تبادل البيانات ودمجها وتحليلها من أجل التشجيع على الوصول إلى الكفاءة والابتكار.

يضم إنترنت الأشياء جميع أنواع الأجهزة الذكية، ويشمل هذا كل شيء بداية من الهواتف المحمولة وماكينات صنع القهوة وغسالات الملابس وأقفال الأبواب وكاميرات المراقبة وصولًا إلى أنظمة إضاءة المكاتب.

وتعد الفرص الواعدة والاتصالات بالأجهزة لا حصر لها، ولكن تعقيد إنترنت الأشياء يجعل من الصعب بناء الثقة في المنتجات والخدمات الجديدة.

تزايد الحديث في الآونة الأخيرة عن انترنت الاشياء “Internet of Things” والمعروف اختصارا بـ “IoT”، ليصبح أحد أهم تخصصات المستقبل التي بدأت بالفعل بالانتشار في يومنا هذا.

وعلى الرغم من انتشاره الواسع، إلا أن هذا المفهوم لا يزال غامضا لدى البعض ويجهل الكثيرون آلية عمله وميزاته ومجالاته.

فما هو انترنت الأشياء؟ وماهي آلية عمله؟ وكيف سيكون لهذه التقنية أثر في حياتنا المستقبلية؟ هذه الأسئلة وغيرها، ستجد الإجابة عنها في مقال تعلم اليوم.

يعرف إنترنت الأشياء بأنه مفهوم حاسوبي يعبر عن فكرة اتصال مختلف الأجهزة المادية بشبكة الإنترنت وقدرة كل جهاز على التعريف بنفسه للأجهزة الأخرى.

إنها شبكة افتراضية تجمع بين مختلف الأشياء المصنفة ضمن الإلكترونيات، البرمجيات، أجهزة الاستشعار، المحركات وتصل بينها عن طريق الانترنت، الأمر الذي يتيح لهذه الأشياء إمكانية تبادل البيانات فيما بينها.

من الجدير بالذكر أن مصطلح “الأشياء” في إنترنت الأشياء لا يقتصر على الجماد والأجهزة الصغيرة وحسب، فقد يكون “الشيء” شخصًا يحمل معه جهازا لمراقبة نبضات القلب مثلا، أو طفلا يحمل جهاز تتبع، سيارة مزودة بأجهزة استشعار، أنظمة الإضاءة في المنازل ومراكز التسوق الكبرى، ماكينات البيع وغيرها، باختصار يشمل المصطلح كل شيء قد يخطر على البال.

كيف يؤثر إنترنت الأشياء في الصناعات المختلفة؟

بلا شك يلعب إنترنت الأشياء دورا كبيرا في القطاعات الصناعية بمختلف مجالاتها. وذلك عن طريق تحليل البيانات وتقديم المعلومات اللازمة عند الطلب، حيث يتم التحكم في هذه العملية من خلال عدد كبير من أجهزة الاستشعار وأجهزة الحاسوب وأيضًا الأجهزة المحمولة من أجل تكوين منظور حديث ومتطور لمسؤولي غرف التحكم حول الطرق التي تعمل بها القطاعات الصناعية، ما يؤدي إلى تحسين السلامة والكفاءة والجودة العالية التي بفضلها يتحقق النجاح والقدرة على التنافسية، وكلما كانت المعلومات سهل الحصول عليها عند الطلب ازدادت فاعليتها في تمكين الموظفين من اتخاذ القرارات المناسبة والصحيحة بشكل فوري، والتي بالتأكيد ستؤثر بشكل واضح في الإنتاجية.

ولعلنا سمعنا خلال الفترة الأخيرة عن مصطلح “الصناعات الذكية”، وهو مصطلح فرضته الثورة الصناعية الرابعة نتيجة ظهور “إنترنت الأشياء” الذي لعب دورا كبيرا من خلال ربط جميع الأجهزة والآلات في القطاعات الصناعية ببعضها من أجل تحقيق الكفاءة التشغيلية، ويعتبر إنترنت الأشياء من الأدوات الضرورية التي يمكن الاعتماد عليها في عملية تحليل البيانات من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

وفي ظل انتشار هذه التقنية أصبح دور القوى البشرية في القطاعات الصناعية مقتصرا على المراقبة والتدقيق ورفع الكفاءة التشغيلية داخل هذه القطاعات، وربما أدى انتشارها في القطاعات الصناعية المختلفة إلى ظهور المئات من التطبيقات الإلكترونية التي يمكن تحميلها على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية لاستخدامها في عملية صيانة الآلات وإعادة برمجتها كلما كانت في حاجة إلى ذلك.

بعض تطبيقات انترنت الأشياء

المساعدات الافتراضية

مع استخدام المزيد من الأشخاص لأجهزة المساعدات الصوتية في طلب مختلف المعلومات وتنفيذ المهام أكثر من أي وقت مضى، أصبحت تتنافس اليوم كبرى الشركات التقنية في هذا المجال، وذلك من خلال دعمها لمساعداتها الصوتية بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتصبح بذلك أكثر ذكاءً من أي وقت مضى، مثل مساعد جوجل وأمازون أليكسا (Amazon Alexa) وكذلك مساعد آبل سيري (Siri).

أقفال الأبواب الذكية

يعد المنزل الذكي التطبيق الأكثر شعبية لإنترنت الأشياء في الوقت الراهن، لأنه الأكثر تسهيل وإتاحة للمستهلكين، بدء من أمازون إيكو إلى نيست ثرموستات، وهناك المئات من المنتجات في السوق التي يمكن أن يستخدمها الأشخاص للتحكم بمنازلهم بأبسط الطرق بمجرد استخدامهم أصواتهم، كما أن لإنترنت الأشياء القدرة على تحويل مدن بأكملها، وذلك من خلال حل المشاكل الحقيقية التي تواجه المواطنين كل يوم.

مع الاتصالات الصحيحة والبيانات، يمكن لإنترنت الأشياء أن يحل أمور كبيرة مثل الحد من الجريمة. سوف تكون أقفال الأبواب الذكية شائعة لدى مالكي المنازل والشركات التجارية، حيث ستكون القدرة على قفل وفتح الباب عن بعد أمر مهما للأشخاص الذين كثيرا ما يسيئون استخدام مفاتيحهم.

وقد ظهر بالفعل الكثير من هذه الأجهزة في معرض (CES 2019)، مثل أقفال (Premis) الذكية التي تعمل باللمس، وقفل (Avia) الذكي.

 أجهزة التحكم في جودة الهواء

إذا كان بإمكان أجهزة التحكم في جودة الهواء بتقديم توصيات وتنبيهات مباشرة على الهواتف الذكية، فهي بذلك تقدم قيمة فريدة ليست متاحة بعد للمستهلكين بطريقة واسعة الانتشار، حيث تساهم هذه الأجهزة في قياس مدى جودة الهواء الداخلي ومراقبته والتحكم به، كما تقيس كذلك درجة الحرارة والرطوبة، وهي من العوامل الهامة التي تؤثر على راحة الأشخاص وإنتاجيتهم.

أجهزة الرعاية الصحية والساعات

لم تعد الساعات لمجرد إخبارك بالوقت، فقد حولت ساعة أبل وغيرها من الساعات الذكية في السوق معاصمنا إلى حافظات للهاتف الذكي من خلال تمكين الرسائل النصية، المكالمات الهاتفية، وما هو أكثر من ذلك، تتراوح الأجهزة القابلة للارتداء من الملابس الرياضية التي تعلم المستخدمين كيفية ممارسة التمارين الرياضية بشكل صحيح بحيث لا يتعرضون لإصابات، أو الساعات الذكية التي تقيس وظائف الجسم وتعطي تنبيهات عند حدوث أي شيء مفاجئ.

كما أن أجهزة إنترنت الأشياء القابلة للارتداء الخاصة بالصحة في انتشار متزايد. لقد ساعدت الأجهزة مثل فيتبيت (fitbit) في إحداث ثورة في عالم اللياقة البدنية من خلال إعطاء الناس المزيد من البيانات عن تدريبهم. حيث أننا جميعاً نهتم بمعرفة المزيد عن صحتنا وكيف يمكننا تحسينها، وكذلك الأجهزة التي يتم وضعها على الظهر للإشارة إلى وضعية الجلوس السيئة التي تضر بالعمود الفقري، فبذلك سوف تكون أجهزة الرعاية الصحية القابلة للارتداء (Healthcare wearables) وسيلة فعالة للتخلص من العادات السيئة.

أجراس الأبواب الذكية

كان استخدام الأجهزة الذكية لمراقبة المنزل عبر الفيديو خارج نطاق أسعار العديد من مالكي المنازل، ولكن مع وجود جرس الباب الذكي، يمكن لأي شخص تعزيز أمنه في منزله بتكاليف أقل، وذلك من خلال استخدام الهواتف الذكية ستقوم أجراس الأبواب الذكية بإعلام المستهلكين وذلك في حالة وجود شخص ما أمام باب منزلك.

كما يمكن التحدث إليهم من خلال ميكروفون مدمج وتسجيل مقاطع فيديو، وقد ظهرت هذه الأجهزة كذلك خلال معرض (CES) لهذا العام ومن أبرزهم  جرس (Smart Video Doorbell) لشركة (Netatmo) الذي يأتي مع اثنين من كاميرات 1080 بكسل لها القدرة على استشعار الحركة، ويسمح للعملاء برؤية من يرن جرس الباب على هواتفهم، كما يمكن كذلك برمجة الجرس لتشغيل رسالة قابلة للتخصيص أو التحية عندما يرن شخص ما باب المنزل.

الثلاجات الذكية

استخدام الثلاجات المرتبطة بالإنترنت تجعل من السهل معرفة وقت انخفاض درجة حرارة الأطعمة المحددة وإعادة ترتيب المواد الغذائية لك، حيث بإمكانك أن تكون في الخارج في متجر ما وتستطيع التواصل مع ثلاجتك لمعرفة ما إذا كان لديك شيء ما تحتاج لشرائه بالفعل، أم أن هذا المنتج متوفر في ثلاجتك ولا تحتاج لشراء المزيد منه.

ومن أبرز التطورات التي حدثت في التقنيات الحديثة هي هذه الثلاجات الذكية، حيث تم فيها دمج المساعدات الصوتية بحيث تُمكن المستخدمين من التحكم بها بكل سهولة أينما كانوا عن طريق الأوامر الصوتية، حيث أعلنت موخراً شركة جوجل عن دمج مساعدها الذكي مع مجموعة متنوعة من الأجهزة المتصلة بالإنترنت، بما في ذلك أواني الطهي الذكية والثلاجات الذكية.

أجهزة تتبع النوم الذكية

النوم أمر شديد الأهمية للصحة، حيث سوف يكون النوم الكمي (Quantified sleep) هو الطفرة الكبيرة القادمة في التكنولوجيا المتصلة للمستخدمين، حيث أصبحت أجهزة تتبع النوم في الفترة الأخيرة تحظى بشعبية كبيرة، وقد برزت التقنيات التي تساعد على النوم بشكل أفضل ومدى أهمية جودة النوم على صحة الفرد وإنتاجيته في مختلف الجوانب، فهي لذلك واحدة من أهم الفئات الجديدة في معرض (CES) الأخير، وذلك بسبب انتشار عادات النوم السيئة التي تكون سبب أساسي في زيادة الأمراض المزمنة.

 السيارات الذكية

هناك العديد من تقنيات إنترنت الأشياء التي بدأنا نراها بشكل ملحوظ في السيارات وسوف نبدأ في مشاهدة المزيد منها في الأعوام القادمة، مع وجود السيارات الذكية التي سوف تكون في مقدمة تلك القائمة، حيث تم تجهيز هذه السيارات لإمكانية الاتصال بالإنترنت، مع إمكانها أن تشارك هذا الاتصال مع الآخرين ومستخدمي السيارات، تماماً مثل الاتصال بشبكة لاسلكية في المنزل أو المكتب.

وقد أعلنت مؤخراً بعض شركات السيارات وأبرزهم شركة فورد عن دمج تقنية (C-V2X) الخاصة بشركة كوالكوم في سياراتهم بحلول عام 2022، وهناك المزيد من المركبات التي تأتي مجهزة بهذه الوظيفة، لذا كن مستعداً لرؤية المزيد من التطبيقات المدرجة في السيارات في المستقبل، حيث ستسمح تقنية (C-V2X) للسيارات بالتواصل تلقائياً مع السيارات الأخرى، والمباني والطرق وإشارات المرور ورؤية الزوايا، وسيعمل ذلك على تجنب الاصطدام بشكل أكبر بين المركبات وكذلك المشاة وراكبي الدراجات، وتحسين إدارة حركة المرور وكفاءة استهلاك الوقود.

من المحتمل أن تؤدي هذه التطورات والفعاليات والنظم المؤتمتة الجديدة إلى تقليل الوظائف، كالعمل البشري المطلوب لأخذ جرد البضائع، ومراقبة سير عملية الإنتاج، وأخذ قراءات الخدمات العامة، وما شابه كل الصناعات سوف تتأثر بزيادة عدد الأجهزة الذكية المتصلة.

ولكن على الرغم من أن أتمتة العمليات في الماضي أدت إلى خسارات في الوظائف الصناعية، لكن المهارات المتطلبة لأداء تلك المهمة ستنتقل ببساطة إلى أداء مهام أكثر تعقيدا.

وعلى المدى الطويل ستقوم المدن والمباني والمنازل الذكية التي هيأ لظهورها إنترنت الأشياء بالمضي قدما في الحد من الضياعات وتقليل التلوث والانبعاثات الناتجة عن الغازات الدفيئة مما يجعل حياتنا الحديثة أكثر استدامة.

تزودنا تكنولوجيا إنترنت الأشياء بفرصٍ مناسبة لتوفير جهودنا لمهام أكثر احترافية وإنجازيه أو حتى تعطينا أوقات فراغ أكثر.

[adsforwp id="60211"]
المصدر
howstuffworksbusinessinsideribmbsigroupwired
[adsforwp id="60211"]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى