كيف ساهمت العملة الرقمية في ازياد هجمات برامج الفدية؟
سلط تعطيل عمليات شركة “Colonial Pipeline” الأسبوع الماضي الضوء على التهديد الذي يشكله المتسللون على البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة، مع توضيح فائدة العملات الرقمية لمجرمي الإنترنت الذين يسعون للحصول على مبالغ كبيرة من المال بطريقة فعالة وسهلة الإخفاء.
من المرجح أن تجلب هذه الحادثة اهتماما أكبر بتنظيم عملة البيتكوين، وغيرها من العملات الرقمية حيث يسعى تطبيق القانون لتعقب الجناة ويأمل صانعو السياسات في منع حدوث هجمات مماثلة مرة أخرى.
وقال مسؤول التكنولوجيا في شركة الأمن السيبراني “Cybereason”: “هناك حرب جارية حول الشكل الذي يجب أن يبدو عليه تنظيم عملات البيتكوين”.
وأضاف “ليس لدينا حتى الآن ما يعادل قوانين مكافحة غسيل الأموال في العملات الرقمية مثلما نفعل مع النظام المالي الحالي”.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الشركة دفعت لمجموعة القرصنة، التابعة لمزود برامج الفدية الإجرامية المسمى DarkSide، ما يقارب 5 ملايين دولار لاستعادة بياناتها المسروقة. ومن المحتمل أن يتم دفع المبلغ مباشرة إلى محفظة رقمية مملوكة للمؤسسة الإجرامية وهي طريقة من شأنها أن تجعل من الصعب على السلطات تتبع الجناة. ورفض متحدث باسم شركة كولونيال بايبلاين التعليق على الدفع لأن الأمر يخضع لتحقيق مستمر.
وأشار فريق عمل لمكافحة برامج الفدية، وهو تحالف دولي من المسؤولين الحكوميين وخبراء التكنولوجيا في القطاع الخاص، في تقرير نُشر الشهر الماضي إلى أن العملات الرقمية “تضيف إلى التحدي” المتمثل في تعقب مجرمي برامج الفدية بسبب الطبيعة “بلا حدود” لهذه الأنواع من المال الرقمي.
وجاء في التقرير: “يركز مجتمع العملات الرقمية صراحةً على بناء مجموعة من التقنيات المصممة لتقليل تكاليف العمليات المالية”. “بعد التعتيم على الأموال التي تم الحصول عليها، قد يقوم مجرمو برامج الفدية إما بسحب الأموال على شكل أموال حقيقية، أو نظرا لأن العملات الرقمية أصبحت شائعة بشكل متزايد وقيمتها آخذة في الارتفاع بشكل مطرد، فقد يحتفظون بأرباحهم في العملات الرقمية ويستخدمونها للدفع مقابل أنشطة غير مشروعة”.
إن الطبيعة اللامركزية للعملات الرقمية تجعل التعاون الدولي ذا أهمية قصوى للقبض على الجهات الفاعلة. نظرا لأن الدفع تم إجراؤه بعملة البيتكوين وليس بعملة تركز على الخصوصية مثل “Monero”، فإن تطبيق القانون سيكون قادرا بشكل أفضل على تتبع أين ذهبت فدية البيتكوين وأين سيتم إنفاقها في النهاية.
ولاتزال هجمات برامج الفدية تشكل تهديدا متزايدا لمؤسسات القطاعين العام والخاص في جميع أنحاء العالم.
