العملات الرقمية تجعل الأمم المتحدة تشعر بالعار
تتدفق تبرعات العملة الرقمية إلى الجهود الأوكرانية حيث وصلت إلى ما يقرب من 70 مليون دولار. وتظهر التقارير الرسمية، كيف بدأت البلاد بالفعل في استخدام المساعدات المالية بنجاح.
في غضون ذلك، تفشل الأمم المتحدة في أن تكون شفافة مثل العملات الرقمية، وتتخلف عن الركب حيث لا تتعدى تبرعاتها ال 20 مليون دولار.
هل الأمم المتحدة متوترة؟
أعلن الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، التابع للأمم المتحدة (CERF)، في 24 شباط/فبراير 2022، أنه سيخصص 20 مليون دولار “لتوسيع نطاق العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في أوكرانيا بعد العملية العسكرية الروسية”، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.
وقال رئيس الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، إن مبلغ الـ 20 مليون دولار، سيدعم عمليات الطوارئ على طول خط الاتصال في شرق دونيتسك ولوهانسك وفي مناطق أخرى من البلاد، وسيساعد في الرعاية الصحية والمأوى والغذاء والمياه والصرف الصحي للمتضررين من النزاع” .
من جانبه، صرّح المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، “نحن ندرس ما يمكن أن يصبح أكبر أزمة لاجئين في أوروبا هذا القرن. “بينما رأينا تضامناً هائلاً وكرم ضيافة من البلدان المجاورة في استقبال اللاجئين، بما في ذلك من المجتمعات المحلية والمواطنين العاديين، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدعم لمساعدة الوافدين الجدد وحمايتهم”.
ويوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، أنه “في المتوسط العام، يخصص الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، ما يقرب من 400 مليون دولار إلى 50 فريقاً مختلفاً”، ويبلغ سقف الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ لكل حالة طوارئ إنسانية بالكاد 30 مليون دولار.
في غضون ذلك، تحولت الحكومة الأوكرانية والعديد من المنظمات غير الحكومية إلى العملات الرقمية لتلقي المساعدة في القتال. وكانت معظم التبرعات في البيتكوين و الإيثريوم، حيث وصلت إلى ما يقرب من 70 مليون دولار حيث تتوقع الحكومة الأوكرانية أن تصل إلى ما مجموعه 100 مليون دولار في الأيام التالية. وهذا المبلغ يزيد عن ضعف المبلغ الذي خصصته الأمم المتحدة حتى الآن.
على الرغم من قيام المنظمة وشركائها في المجال الإنساني بجمع المزيد من الأموال، فإن الخطوات الأولى التي تم اتخاذها تبدو بطيئة بالنظر إلى حجم المشكلة التي تواجهها. ومن العار أن يكون المبلغ الأول الذي توزعه الأمم المتحدة بحجم التبرع الذي أرسلته مجموعة ايكيا.
علاوة على ذلك، ليس من السهل تتبع التبرعات المقدمة من قبل الأمم المتحدة أو أي منظمة تعتمد على الأموال الإلزامية. هذا يتناقض مع شفافية جميع معاملات العملات الرقمية.
ويشير المصدر المفتوح للعملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثيريوم، إلى أن معاملات العملات الرقمية، عامة ولا رجعة فيها ويمكن تتبعها لأنها مسجلة على بلوكشين واحد. هذا يعني أنه يمكن لأي شخص عرض سجل المعاملات بالكامل.لهذا ، يمكن للشخص استخدام مستكشفات الكتل مثل blockchain.com أو Etherscan.
وفي بعض الحالات، تصدر الشركات أو المشاريع تقارير عن معاملات معينة تم تتبعها بالفعل. على سبيل المثال، كان SlowMist يتتبع إجمالي التبرعات الرقمية لأوكرانيا بما في ذلك عناوين المحافظ للمستفيدين من المتبرعين، وتحديث المبالغ المستلمة يومياً. ويمكن لأي شخص نسخ هذه العناوين ولصقها بسهولة في مستكشف الكتل والتحقق من البيانات.
من الجدير ذكره، أن الأمم المتحدة والوكالات التابعة لها، يمكن أن تضع المزيد من الأموال الباهظة في المستقبل القريب.
من جهتها، أطلقت المنظمة وشركاؤها نداء طوارئ منسقاً، بمبلغ إجمالي قدره 1.7 مليار دولار لتقديم الدعم الإنساني للقضية، حسبما أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ويوضح الموقع: “طلب النداء العاجل 1.1 مليار دولار لمساعدة 6 ملايين شخص داخل أوكرانيا لمدة ثلاثة أشهر أولية”. وقدرت الأمم المتحدة أن 12 مليون شخص داخل أوكرانيا سيحتاجون إلى الإغاثة والحماية وربما يحتاج 4 ملايين لاجئ أوكراني إلى المساعدة.
وتضيف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن “التمويل المتاح حالياً للعمليات الإنسانية في أوكرانيا محدود للغاية، حيث تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2022 بأقل من 18 مليون دولار”.
كيف يتم استخدام تبرعات العملات الرقمية؟
تعتبر العملات الرقمية الطريقة الأمثل للعديد من الأشخاص الراغبين بالتبرع. بينما تقوم الأمم المتحدة والعديد من المؤسسات الخيرية بوظيفة ذات صلة لا تقبل الجدل لرعاية المدنيين المتضررين من الأزمة، فقد أثارت الحرب الروسية الأوكرانية توتراً عالمياً
وذكرت The TIME الأسبوع الماضي، أن 15 مليون دولار من جميع التبرعات بالعملات الرقمية للحكومة الأوكرانية قد استخدمت بالفعل لشراء الإمدادات العسكرية التي تم تسليمها يوم الجمعة الماضي.
وأشار أليكس بورنياكوف، نائب وزير التحول الرقمي في أوكرانيا، أن حوالي 40٪ من الموردين يقبلون العملات المشفرة كشكل من أشكال الدفع، وبالنسبة للباقي، تتم المدفوعات عن طريق تحويل الأصول الرقمية إلى اليورو والدولار.
في سياق متصل، تعمل الوزارة حالياً على تصميم مجموعة NFT لجمع المزيد من الأموال.