ما هي العقود الذكية “smart contracts” في العملات الرقمية؟

تاريخ العقود الذكية “smart contracts“

وضع مبرمج التشفير الأمريكي، نيك سابو، مبدأ العقود الذكية في عام 1996، وذلك قبل وقت طويل من ظهور العملات الرقمية وتقنية البلوكتشين.

ووفقا لسابو، فإن العقود الذكية ي بروتوكولات رقمية لنقل المعلومات التي تستخدم خوارزميات رياضية لتنفيذ معاملة تلقائيًا بعد استيفاء الشروط المحددة والتحكم الكامل في العملية.

وهذا التعريف، الذي سبق وقته بعشرات السنين، لايزال دقيقا إلى وقتنا هذا. ومع ذلك، فإنه في عام 1996 لم يكن من الممكن تحقيق ذلك، حيث لم تتوافر التقنيات اللازمة.

وفي عام 2008 ظهرت عملة البيتكوين (وهي أول عملة رقمية في العالم) والتي كانت تعمل عبر تقنية حديثة جدا تدعى “البلوكتشين”. ومع ذلك، فإن عملة البيتكوين لم تسمح بتنفيذ العقود الذكية، كون البلوكتشين الخاص بها يحتوي فقط على معلومات حول المعاملة نفسها.

وفي نفس الوقت، كانت هذه التكنولوجيا عبارة عن حجر الأساس ووقود تطور العقود الذكية، حيث بعد مرور 5 سنوات، سمح بلوكتشين لعملة “الإثيريوم” بتنفيذ العقود الذكية، والآن يوجد العديد من الشبكات التي تقدم نفس الشيء ولكن شبكة الإثيريوم لا تزال واحدة من أكثر المنصات انتشارا.

كيف تعمل العقود الذكية “smart contracts“

العقود الذكية – هي بروتوكول كمبيوتري أو بشكل أبسط عبارة عن كود كمبيوتري.

ويتم استخدام الكود لإدخال جميع شروط الاتفاقية المبرمة بين أطراف المعاملة في تقنية البلوكتشين. ويتم توفير التزامات المشاركين في العقد الفكري بصيغة (لو –إذا).

على سبيل المثال لو أن الجهة X  قامت بإرسال النقود، إذا الجهة Y  تقوم بنقل حقوق الملكية. كما يمكن أن يكون هناك عضوان أو أكثر ويمكن أن يكونوا أفرادًا أو منظمات. بمجرد استيفاء هذه الشروط ، يقوم العقد الذكي بتنفيذ المعاملة بشكل مستقل ويضمن احترام الاتفاقية.

تصور أنك تريد شراء شقة عبر تقنية العقد الذكي، كل ما عليك فعله هو تحويل النقود، وستحصل على ملكية الشقة بشكل تلقائي، دون الحاجة إلى وسطاء، والتحقق من مالك الشقة، وجمع مئات الأوراق، وما إلى ذلك.

إيجابيات العقود الذكية “smart contracts“

السرعة. اليدوية للوثائق تستغرق وقتًا طويلاً وتؤخر المهام. تتضمن العقود الذكية عملية آلية وفي معظم الحالات لا تتطلب وجودا شخصيا، مما يوفر الكثير من الوقت.

الاستقلالية. تستبعد العقود الذكية إمكانية تدخل طرف ثالث، وأن ضمان اتمام المعاملة، على خلاف الوسطاء، لن يعطي سببا للشك في إنجازها.

الموثوقية. لا يمكن إجراء تغيير في البيانات المسجلة على البلوكتشين أو إتلافها، وفي حال لم يفي أحد طرفي الصفقة بالتزامه، ، فسيتم حماية الطرف الآخر بموجب شروط العقد الذكي.

لا مجال للخطأ. يضمن النظام الآلي لتنفيذ المعاملات وعد وجود العامل البشري دقة عالية في تنفيذ العقود.

التوفير. يمكن أن توفر العقود الذكية الكثير من خلال عدم الحاجة إلى وسطاء وموارد أخرى، فضلاً عن قدرة الأطراف على العمل معًا بشروط أفضل.

سلبيات العقود الذكية “smart contracts“

على الرغم من الإيجابيات الكبيرة التي تتمع بها العقود الذكية، فمثل أي شيء آخر، هناك جتنب مظلم يتمتع بعد سلبيات، ومنها:

عدم وجود تنظيم. لا يوجد مفاهيم في القانون الدولي مثل العقود الذكية والبلوكتشين والعملات الرقمية.

صعوبة التنفيذ. غالبًا ما يستغرق دمج العقود الذكية مع عناصر من العالم الحقيقي الكثير من الوقت والمال والجهد.

استحالية تغيير شروط العقد الذكي. وهي في نفس الوقت ميزة جيدة وسيئة، في حال توصل الطرفان إلى شروط أفضل، لن يتمكنوا من تغيير العقد نهائيا.

أين يمكن استخدام العقود الذكية؟

يمكن استخدام العقود الذكية في مختلف المجالات، ومن أكثرها فاعلية:

• الأموال
• التأمين
• التجارة الإلكترونية
• الضرائب
• الصحة
• وحتى الانتخابات

ويمكن أن تدخل العقود الذكية، في المستقبل، بكل تفاصيل الحياة اليومية، من تسجيل الذهاب إلى الطبيب إلى شراء التذاكر في المطارات والحصول على الرواتب والكثير من الأشياء الأخرى.