الصين تطمئن… العملات الرقمية لن تنهار حول العالم
ربما ساعد تحرك المنظمين الصينيين في وقت مبكر من يوم الأربعاء لتقييد نشاط العملات المشفرة، لكن الحملة، التي يبدو أنها تهدف إلى تعزيز جهود اليوان الرقمي للدولة، قد تأتي بنتائج عكسية، كما يقول أحد المحللين.
حيث قال بوريس شلوسبيرج العضو المنتدب في BK Asset Management، في مذكرة: “على الرغم من أن الصين تمثل ما يصل إلى 75% من جميع عمليات تعدين البيتكوين، إلا أن الحكومة الصينية تنفر بوضوح من زيادة شعبية عملات البيتكوين كوسيلة للتبادل، وبدلاً من ذلك، تحرص السلطات الصينية على رؤية عملتها الرقمية الخاصة على شكل اليوان لتصبح العملة الأساسية في الاقتصاد الصيني وليس البيتكوين”.
وأعلن بنك الشعب الصيني أن شركات الخدمات المالية وخدمات الدفع ممنوعة من تسعير أو إجراء أعمال بعملات افتراضية، حسبما أفادت تقارير إخبارية.
ولن يوفر اليوان الرقمي، بخلاف العملات المشفرة الشائعة، إمكانية إخفاء الهوية للمستخدمين، حيث قال شلوسبرغ إن اليوان الرقمي، كونه قابلاً للبرمجة والتتبع، يمنح الحكومة الصينية سيطرة هائلة على الاقتصاد ومعرفة تداولات المستخدمين، وقال إنه سيسمح لصانعي السياسة الصينيين بمعرفة كل خيار للمستهلك، ويمنحهم القدرة على التأثير بشكل مباشر على سلوك الإنفاق من خلال جعل العملة قابلة للانتهاء في تاريخ معين، على سبيل المثال.
لكن هذه المحاولة لاكتساب مثل هذه القوة على الاقتصاد ستعمل أيضاً على زيادة الطلب على العملات المشفرة في المستقبل، كما جادل شلوسبرغ، ومن المرجح أن تساعد في ضمان أن يكون التراجع الحالي بمثابة تصحيح وليس انهياراً في عالم العملات المشفرة.
وقال: “كلما زادت الجهود التي تبذلها السلطات الصينية لحظر العملات المشفرة في البر الرئيسي، زادت رغبة المواطنين الصينيين في تصدير جزء من صافي ثروتهم”.
وقال إن هذا لا يعني، أن العملات الرقمية ستكون محصنة ضد “التطهير السياسي”، حيث كتب: “على سبيل المثال ، إذا فرضت السلطات الصينية أحكاماً بالسجن على أي شخص لديه أصول رقمية أو حتى ضريبة باهظة للغاية، فقد تتضاءل الرغبة في دخول عالم العملات المشفرة والبقاء فيه”.
ولكن في الوقت الحالي، تشير لعبة القط والفأر بين صانعي السياسة الصينيين والمواطنين الصينيين إلى أن الطلب على العملات المشفرة سيبقى وأي تراجع في الأصل الرقمي سيؤدي إلى جذب المشترين أكثر بخلاف المتوقع.