لماذا فنزويلا ثالث دولة من حيث تبني العملة الرقمية؟

تم إدراج فنزويلا كثالث دولة من حيث تبني العملة الرقمية في العالم من قبل “Chainalysis” في تقريرها لعام 2020.

من الحقائق المعروفة أن فنزويلا هي واحدة من الدول التي اعتمدت العملة الرقمية بشكل كبير في أمريكا اللاتينية. وتم تأكيد ذلك من خلال Chainalysis في أحدث تقرير لها لعام 2020 عن جغرافيا العملة الرقمية، حيث أن فنزويلا هي في الواقع الدولة الثالثة الأكثر اعتمادا على العملات الرقمية في العالم.

ولا شك في أن السبب هو الكارثة الاقتصادية التي كانت نتيجة سنوات من السياسات النقدية الخاطئة وضوابط الصرف والفساد.

أهم الأسباب التي جعلت فنزويلا ثالث دولة في العالم بالاعتماد على العملات الرقمية:

التضخم

وصل التضخم إلى نقطة اللاعودة في عام 2014، مع زيادة سنوية قدرها 69%. منذ ذلك العام، ساءت أرقام التضخم وتوقف البنك المركزي الفنزويلي عن إعطاء الأرقام الرسمية في عام 2015. بالنسبة لعام 2018، قدر صندوق النقد الدولي أن التضخم السنوي سيكون 1،000،000%.

هذا جعل الفنزويليين الذين ادخروا بعملتهم المحلية يصلون إلى حالة الفقر في أقل من عقد وتدمرت العملة الوطنية كمخزن للقيمة.

السياسة النقدية وتخفيض قيمة العملة والرقابة على الصرف

أنشأت الدولة هيئة رقابة على الصرف منذ عام 2003، مع إنشاء CADIVI، وهي مؤسسة تعاملت مع توزيع الدولارات على السكان ورجال الأعمال وفقا للحدود التي تمليها الحكومة.

وحددت هذه المنظمة سعرا رسميا للدولار الأمريكي. أدى ذلك إلى خلق سوق سوداء تقدم الدولارات بحرية ولكن بسعر صرف أعلى من السعر الرسمي للدولار. ثبت أن هذا النهج غير قابل للتطبيق بعد الآن وتطور النظام إلى نظام النطاق المتحرك في عام 2016.

خلقت كل هذه العوامل وضعاً مضطرباً في البلاد، مما جعلها مثالية لاعتماد أصول جديدة مثل العملات الرقمية، والتي لا ترتبط بسياسة الحكومات المحلية ولا تتأثر بالمشاكل المحلية الأخرى.

وأكدت الأرقام من Localbitcoins و Binance هذا الاتجاه، حيث أن هاتين المنصتين الأكثر استخداما في فنزويلا.

الدولار هو الآن العملة الأكثر استخداما في البلاد، حيث يتم دفع 67% من المبيعات بالدولار وفقا لدراسة أجرتها شركة Ecoanalitica، وهي شركة محلية.

وأصبحت العملة الرقمية أكثر شيوعا بين جزء كبير من الفنزويليون، الذين يرون في ذلك فرصة للحفاظ  وحتى كسب جزء من قوتهم الشرائية.