الحكومة الأمريكية تقدم مكافآت بالعملات الرقمية لهؤلاء الأشخاص
تقدم وزارة الخارجية الأمريكية لمخبري الويب المظلم مكافآت من العملات المشفرة مقابل معلومات عن الهكرز الذين يُنظر إليهم على أنهم يشكلون تهديداً للبلاد، بحسب تقرير لشبكة “CNN”.
ويقدم برنامج المكافآت من أجل العدالة “RFJ” التابع لوزارة الخارجية ما يصل إلى 10 ملايين دولار “لتحديد أو تحديد موقع أي شخص يشارك، أثناء تصرفه بتوجيهات أو تحت سيطرتها، في أنشطة إلكترونية ضارة ضد البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة”.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي تطلق فيها وزارة الخارجية مبادرة كهذه. فقد تم تطبيق برنامج “RFJ” منذ عام 1984. ومنذ ذلك الحين، دفعت الحكومة أكثر من 150 مليون دولار لأكثر من 100 شخص “قدموا معلومات عملية تضع الإرهابيين خلف القضبان أو تمنع أعمال الإرهاب الدولي في جميع أنحاء العالم”.
ويعالج البرنامج العديد من قضايا الأمن القومي الرئيسية الأخرى بخلاف برامج الفدية، بما في ذلك تمويل الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل وقضايا متعلقة بكوريا الشمالية.
وتم تصنيف “الأنشطة الإلكترونية الضارة” المذكورة على وجه التحديد على أنها برامج الفدية، والوصول غير المصرح به المتعمد إلى جهاز كمبيوتر محمي، والتسبب عن قصد في إتلاف جهاز كمبيوتر محمي.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية لشبكة سي إن إن :” يوجد في برنامجنا قدر هائل من الحماس لأننا ندفع الأمور إلى أبعد الحدود في كل فرصة نحاول الوصول إليها والوصول إلى الجمهور والمصادر والأشخاص الذين قد يكون لديهم معلومات تساعد في تدعيم أمننا القومي”.
ودفع برنامج “RJF” المكافآت عن طريق تحويل الأموال أو حتى عن طريق تسليم النقود معبأة في حقائب. إلا أن تقرير الشبكة ذكر أن وزارة الخارجية منفتحة الآن على الدفع للمخبرين بالعملات المشفرة.
برنامج “RJF” والعملات المشفرة
وفقاً لسي إن إن، يقوم برنامج “RJF” بتركيز آليات الدفع الخاصة به لتشمل مدفوعات العملة المشفرة. وقال مسؤول في وزارة الخارجية للشبكة إن العثور على الأشخاص في أماكن وجودهم والوصول إليهم ” بالتكنولوجيا الأكثر راحة لهم، كما أعتقد، هو هدف برنامج (Rewards for Justice)” .
وبحسب ما ذكر إيريز ليبرمان، المدعي العام السابق للجرائم الإلكترونية في وزارة العدل، فإن هذا لم يكن مفاجئاً. وقال لشبكة سي إن إن :” من غير المعقول أن الحكومة لم تستخدم العملة المشفرة للدفع للمخبرين أو المصادر السرية”.
وهذه الأخبار بحد ذاتها مرحب بها لدى داعمي العملات المشفرة. حيث قال نيراج أغراوال من مركز “Coin Center” للأبحاث في مجال العملات الرقمية لشبكة سي إن إن :” لطالما اشتبهنا في أن وكالات تنفيذ القانون تستفيد من خصائص العملات المشفرة. إنه لأمر رائع أن ترى الإدارة تعترف بالدور الذي يمكن أن تلعبه العملات المشفرة في تعزيز النشاط”.
قد يكون هذا صحيحاً، لكن إدارة بايدن تدرك تماماً الدور الذي يمكن أن تلعبه العملات المشفرة في برامج الفدية – أحد أكثر مخاطر الأمن القومي أولوية بالنسبة للحكومة. ففي الشهر الماضي، أنشأت الحكومة الأمريكية فريق عمل جديد تم تحديد تركيزه على تتبع مدفوعات العملة المشفرة التي يتم إجراؤها في الهجمات الإلكترونية.
الولايات المتحدة وجهاً لوجه مع برامج الفدية
كما قامت إدارة بايدن بتسليط الضوء على برامج الفدية، والتهديد الأوسع للحرب الإلكترونية. وقد هزت الولايات المتحدة هجومين رئيسيين من هجمات الفدية في وقت سابق من هذا الصيف، وهما خط أنابيب كولونيال بايبلاين وهجمات برنامج الفدية على مصانع “JBS” على التوالي.
فقد قامت مجموعة “DarkSide” بسرقة أكثر من 90 مليون دولار من شركة خطوط أنابيب البنزين الأمريكية كولونيال بايبلاين في شهر مايو/ أيار. وبعد شهر واحد فقط، تعرضت مصانع” JBS” التي تعالج حوالي خمس منتجات اللحوم الأمريكية للقرصنة من قبل هكرز برامج الفدية. ودفعت الشركة في النهاية 11 مليون دولار للقراصنة بعد الهجوم.
بعد هذه الهجمات البارزة لفيروسات الفدية، رفعت وزارة العدل برنامج الفدية إلى مستوى أولوية مشابه للإرهاب.
