مع انشغال عالم الكريبتو بالأخبار عن بينانس و رئيسها التنفيذي CZ، فقد اعترفا بشكل مشترك بالذنب رداً على الاتهامات الحكومية الموجهه إليهما و هو ما يمثل علامة فارقة مهمة في الجهود المبذولة لإنشاء رقابة تنظيمية في قطاع العملات الرقمية المتقلب بشكل متكرر.
وقد وافقت منصة بينانس على دفع أكثر من 4 مليارات دولار كغرامات و رسوم أخرى كجزء من تسوية تعمل فيها الحكومة الفيدرالية بأكملها معاً، ويعد CZ واحداً من أقوى الأشخاص في عالم العملات الرقمية و قد قرر الاستقالة من منصب الرئيس التنفيذي لمنصة بينانس التي بدأها و دفع غرامات قدرها 200 مليون دولار، ويتعلق الاعتراف بالذنب بقبول منصة العملات الرقمية المشاركة في تحويل الأموال غير المشروع و عمليات مكافحة غسيل الأموال و انتهاكات العقوبات.
إقرأ أيضاً: اسم لامع في الأسواق المالية.. من هو ريتشارد تنغ الرئيس التنفيذي الجديد لبينانس؟
قرار استثنائي لبينانس
يصف المسؤولون الأمريكيون الوضع الحالي بأنه قرار غير مسبوق للشركات و هو ما يمثل إنجازاً جديراً بالملاحظة لأنه يمثل المرة الأولى التي يتم فيها فرض تهم جنائية ضد رئيس تنفيذي بهذه المكانة و بهذه الطريقة، وبعد إجراء تحقيق شامل قالت السلطات إن الشركة سمحت بتسهيل العمليات غير القانونية على منصتها، وتشمل هذه الأنشطة نطاقاً واسعاً بما في ذلك استغلال الأطفال و معاملات المخدرات و تقديم الدعم المالي لمنظمات إرهابية معروفة.
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية “جانيت يلين” في بيان لها:
“لقد غضت منصة بينانس الطرف عن التزاماتها القانونية في السعي لتحقيق الأرباح، وقد مكّن إخفاقها المتعمد من تدفق الأموال إلى الإرهابيين و مجرمي الإنترنت و المعتدين على الأطفال من خلال منصتها.”
وفي الوقت نفسه و في تحول قيادي كبير تولى “ريتشارد تنغ” و هو محترف متمرس من الصناعة المالية في سنغافورة زمام الأمور كرئيس تنفيذي جديد لبينانس خلفاً لCZ.
وتجدر الإشارة بأن “تنغ” الذي انضم في البداية إلى الشركة كرئيس تنفيذي لفرع بينانس في سنغافورة في عام 2021 صعد بسرعة إلى منصب رئيس الأسواق الإقليمية بحلول مايو من العام 2022، كما و تولى “تنغ” أدوارا محورية في الإشراف على منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا و المنطقة الأوروبية وفي نهاية المطاف جميع المناطق خارج الولايات المتحدة.
وبانضمامه إلى بينانس شغل “تنغ” منصب الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم الخدمات المالية في سوق أبو ظبي العالمي، وتشمل خبرته الواسعة دوره كمسؤول تنظيمي رئيسي في منصة SGX حيث قاد قسم التنظيم المسؤول عن أطر السياسات المتعلقة بأنشطة الإدراج و التداول و المقاصة ويعكس تعيين “تنغ” التحرك الاستراتيجي البارز للمنصة لتعزيز جهود الامتثال العالمية و ضم قائد يتمتع بخلفية قوية في الشؤون التنظيمية المالية، وإدراكاً لأهمية الاعتراف بالذنب استخدم “تنغ” منصة X للتعبير عن التحديات العاطفية المرتبطة بالاستقالة من منصبه مع التأكيد على الطبيعة الحتمية لهذا القرار بالنسبة لمجتمع بينانس و ظروفه الشخصية، وقد وصفت وزارة العدل الأمريكية و لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) التسوية بأنها الإجراء الإنفاذي الأكثر شمولاً في تاريخها.
إقرأ أيضاً: ريبل XRP خارج المعادلة.. كيف تأثر سوق العملات الرقمية بأزمة منصة بينانس؟
وتجدر الإشارة إلى أن بينانس تورطت في تسهيل عدد كبير من المعاملات التي تجاوزت 100000 و التي ترتبط بعمليات غير مشروعة، وبالإضافة إلى ذلك تبين أن منصة بينانس شاركت في أكثر من 1.5 مليون عملية تداول للعملات الافتراضية التي تنتهك عقوبات الولايات المتحدة.
عقوبة 10 سنوات
قد يُحكم على CZ بالسجن لمدة تصل إلى عشر سنوات و قد تكون أقل من ذلك بكثير على الأرجح وفقاً للمبادئ التوجيهية الفيدرالية، وبالتالي من المحتمل أن تتراوح عقوبة CZ من 18 شهر إلى المؤبد و سيحدد القاضي العقوبة في النهاية، وتساهم التحديات القانونية المذكورة أعلاه في زيادة مستوى التدقيق الذي يواجهه قطاع العملات الرقمية الأوسع، ويأتي الاعتراف بالذنب بعد سقوط منصة FTX و إدانة مؤسسها “سام بانكمان فرايد” بتهم تتعلق بأنشطة احتيالية.
وبالإضافة إلى الإدانة الأخيرة للمؤسس المشارك لمنصة FTX “سام بانكمان فرايد” يتوقع المسؤولون الأمريكيون أن اعترافات بينانس و مديرها التنفيذي بالذنب سيرسل رسالة قوية إلى الأشخاص غير الشرفاء في مجال العملات الرقمية، وإن حقيقة اعتراف بينانس بالخطأ و تنحي CZ عن منصب الرئيس التنفيذي هي نقطة تحول بالنسبة لأعمال العملات الرقمية تُظهر الغرامات و العقوبات الكبيرة أن الجهات التنظيمية جادة في محاسبة الأشخاص.
