البيتكوين على حافة الهاوية.. فما هو حال المتداولون؟

في هذا الأسبوع الرابعين من عمر السوق، يجد البيتكوين نفسه عند مفترق طرق معقد، يفرز فيه المتداول الصبور عن المستثمر المتسرع.
ففي الوقت الحالي، يتداول سعر البيتكوين فوق مستوى 111 ألف دولار، وهو رقم لا يمثل مجرد قيمة، بل يمثل متوسط تكلفة الشراء لأغلب المستثمرين الذين دخلوا السوق مؤخراً. وبالرغم من أن البقاء فوق هذا المستوى يعد إشارة إيجابية، إلا أن المشهد العام يروي قصة أكثر تعقيداً عن توازن هش بين القوة والضعف.
تباطؤ القوة وتراجع ضغط البيع
عند تفكيك البيانات، نلاحظ تضارباً واضحاً: فمن ناحية، بدأ زخم الصعود يتباطأ، كما تشير مؤشرات مثل مؤشر القوة النسبية (RSI). وهذا يعني أن المشترين لم يعودوا يمتلكون نفس الشراهة التي كانت لديهم سابقاً. ولكن في المقابل، يظهر في السوق الفوري انخفاض في ضغط البيع الصافي. هذا التناقض هو مفتاح اللحظة الحالية؛ فالبائعون فقدوا قوتهم الدافعة، بينما أصبح المشترون أكثر تردداً، مما يثبّت السعر في نطاق جانبي.
وفي سياق متصل، شهدت أحجام التداول ارتفاعاً ملحوظاً، وهذا الارتفاع، عندما لا يرافقه صعود قوي في السعر، يُطلق عليه أحياناً “إرهاق الاتجاه الصاعد”. فالسوق يبذل جهداً كبيراً (حجم تداول مرتفع) لتحقيق مكاسب سعرية متواضعة، مما يشير إلى أن الاتجاه الصاعد الحالي قد يكون قارب على نهايته، أو يحتاج إلى استراحة طويلة.
المحترفون يبحثون عن الأمان: رسائل سوق المشتقات
الرسالة الأهم تأتي من ساحة “الحيتان” والمتداولين المحترفين: سوق المشتقات. هنا، يتضح أن الحذر هو سيد الموقف.
أيضا انخفض كل من الاهتمام المفتوح في العقود الآجلة ومعدلات التمويل، وهذا دليل واضح على أن كبار اللاعبين يقللون من استخدام الرافعة المالية ويتجنبون المخاطرة العالية. والأكثر إثارة للقلق هو ما يحدث في سوق الخيارات؛ حيث تزايد الطلب على عقود الحماية من انخفاض السعر.
وبشكل أبسط، يقوم كبار المستثمرين بشراء “بوليصة تأمين” ضخمة لمحافظهم ضد أي هبوط محتمل. هذا لا يعني التوقع المؤكد للانهيار، ولكنه يعكس استعداداً حكيماً لأسوأ السيناريوهات، تذكيراً بأن الأسواق قد تنقلب بسرعة.
نظرة على صحة الشبكة
بيانات سلسلة الكتل (On-chain) تمنحنا رؤية شفافة لسلوك المستثمرين بعيداً عن ضجيج الأسعار. نلاحظ أن الربحية بدأت تضعف؛ حيث بدأ عدد المحافظ التي تتحول إلى حالة خسارة في التزايد. هذا التحول يزيد من الضغط النفسي ويجعل المستثمرين عرضة للذعر والبيع عند أي حركة هبوطية. كما يُلاحظ فتور في نشاط الشبكة، مع انخفاض في عدد العناوين النشطة ورسوم المعاملات، مما يؤكد أن حالة الترقب والهدوء تسيطر على المستخدمين.
مرحلة الترقب والنصيحة الحكيمة
في الختام، يمر البيتكوين بمرحلة “تجميع” أو “تردد” لا يسيطر فيها أي طرف بشكل كامل. السوق ينتظر الآن محفزاً قوياً – قد يكون قراراً اقتصادياً أو تدفقاً مؤسسياً جديداً – ليحدد اتجاهه. وحتى ذلك الحين، سيستمر التداول الجانبي الحذر.
لذا، فإن النصيحة الأهم هي تجنب المغامرات العاطفية. وهذه ليست الفترة المناسبة لاتخاذ قرارات متسرعة. يجب على المستثمر أن يلتزم بالمراقبة الذكية وتحديد المستويات الرئيسية للدعم والمقاومة، وتجنب مطاردة السعر.