كانت تغريدات الملياردير الشاب والرئيس التنفيذي لشركتي “تسلا” و”سبيس إكس”، موضع خلاف حاد، حيث في كل مرة يقوم بالتغريد حولة عملة رقمية ما يرتفع سعرها بشكل جنوني.
ويقوم إيلون ماسك بالترويج لبعض العملات الرقمية عبر حسابه على موقع تويتر، الذي يمتلك أكثر من 45 مليون متابع، حيث يطلق البعض على هذه العملات “شت كوين” (العملات التافهة والتي لا تمتلك أي قيمة حقيقية على أرض الواقع).
وبدأ إيلون ماسك بالترويج لعملة دوجكوين في شهر فبراير من هذا العام، عندما غرد بكلمة واحدة وهي ” Doge”، في إشارة منه إلى العملة الرقمية دوجكوين. ومن ثم جاءت تغريدة ثانية فحواها أن عملة دوجكوين هي عملة شعبية، مما أدى إلى انفجار في سعرها بسبب شراء الأشخاص لها، كما يقوم إيلون ماسك بنفس الأمر مع عملات رقمية أخرى.
وأحد المواضيع المهمة المتداولة في مجتمع العملات الرقمية هي شرعية هذه التغريدات، والتي (حسب العديد من الخبراء) تهدف إلى التلاعب بأسعار العملات الرقمية.
ويطلق البعض على هذا النوع من الترويج شكلا من أشكال التداول بمساعدة مصادر داخلية وهذا الشكل من التداول يعد من أقوى أنواع التداول في عالم العملات الرقمية، بسبب عدم تنظيم العملات الرقمية، وذلك بسبب أن الأخبار الإيجابية أو السلبية تؤثر بشكل كبير على أسعار العملات.
كما لا توجد قوانين يمكن العودة إليها عند التلاعب بالسوق، وبسبب تقلب أسعار العملات الرقمية الكبير، فإنها مهرضة للتلاعب بشكل كبير.
ويشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها شخص شهرته للتأثير على العملات الرقمية، حيث كان جون ماكافي (وهو مؤسس مكافي الفيروسات McAfee) يقوم بالترويج لمشاريع الطرح الأولي للعملات دون الكشف عن الأجر الذي حصل عليه، الأمر الذي أدى إلى اعتقاله لاحقا في إسبانيا.
اعتقال جود ماكافي
الجدير بالذكر أن مشاريع الطرح الأولي للعملات الرقمية (ICO) كانت رائجة بشكل كبير في ذروة سوق العملات الرقمية في عام 2017، حيث لم يكن يمر يوما إلا وهناك مشروع جديد في السوق.
ومن أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من المستثمرين، كان يلجأ أصحاب المشاريع إلى المؤثرين في السوق ليروجوا لمشاريعهم، حيث كان الاختيار يقع في أغلب الأحيان على الشهير جون ماكافي بسبب شهرته في ذلك الوقت في سوق العملات الرقمية.
وادعى أنه كان يتقاضى أكثر من 100 ألف مقابل تغريدة على حسابه على تويتر. ووفقا للجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، فإن ماكافي قد جمع حوالي 23 مليون دولار من خلال ترويجه لمشاريع الطرح الأولي للعملات الرقمية.
ولم يكن اعتقال ماكافي مرتبط بشكل مباشر بالترويج للعملات الرقمية، نظرًا لعدم وجود أي قوانين فعلية متعلقة بذلك، ولكن لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية وجهت له تهمة النهرب الضريبي.
ويشار إلى أنه تم اعتقال جون ماكافي في 5 أكتوبر 2020 في إسبانيا بناءً على طلب لجنة الأوراق المالية والبورصات، وهو مازال محتجزا إلى اليوم في إسبانيا.
تغريدات إيلون ماسك
هذه ليست المرة الأولى التي تسبب تغريدات ماسك المشاكل، حيث أعلنت لجنة الأوراق المالية والبورصات أن ماسك يظهر عدم احترام للحقائق ويقوم بالتضليل عبر نشر معلومات مغلوطة عن شركة “تسلا” في عام 2018.
وتضمنت التغريدات زعم ماسك بأن لشركة ستقوم بانتاج 500 ألف سيارة في السنة، كما زعم أنه تلقى تمويلا وكان الإدعاء كاذبا. ويشار إلى أن هذه التغريدات أثرت بشكل كبير على أسهم الشركة.
ورداً على ذلك ، قال إيلون ماسك إن تغريداته جزء من حقه في حرية التعبير، وأنه يمكنه التغريد بما يريد.
نتج عن الدعوى القضائية التي تلت ذلك منح المدير التنفيذي الحق في استخدام تويتر مع بعض القيود، حيث يجب عليه مراجعة التغريدات المهمة للمساهمين قبل نشرها.
ولكن المحكمة لم تدرج موضوع العملات الرقمية ضمن المواضيع المحظورة للملياردير، لذلك بدء في الترويج لبعض منها عبر حسابه، وكانت آخر العملات التي روج لها هي عملة ” Cumrocket”، حيث ارتفع سعرها حوالي 70% بعد تغريدة صدرت منه، وهي عملة لا فائدة لها على الإطلاق، كما يقول المستخدمين.
ولم يتم اتخاذ أي إجراء قانوني ضد إيلون ماسك، كون لا يوجد أي قوانين تنظم هذا السوق، ولا يمكن اعتبار ما يكتبه انتهاك في الوقت الحالي.
وفي حال ظهور قوانين تنظم سوق العملات الرقمية، فإما أن يتوقف الملياردير عن تغريداته، أو أنه سيتعرض للملاحقة القانونية ويمكن السجن أيضا.