أنظار الاتحاد الأوروبي تتجه نحو الميتافيرس
تحول انتباه المفوضية الأوروبية مؤخرا إلى ميتافيرس، ويأتي ذلك استجابة للاقتصاد الرقمي المتنامي وحاجة المفوضية إلى أن تكون قادرة على الاستجابة بسرعة للأحداث.
ففي مؤتمر عقد في وقت سابق اليوم، أشارت مارغريت فيستاغر، مفوضة المنافسة في أوروبا، إلى أن استجابة الاتحاد الأوروبي كانت في السابق بطيئة جدا في الاستجابة للأحداث حيث أصبح الاقتصاد أكثر رقمية.
اقرأ أيضا: 3 فوائد تقدمها عملات البنوك المركزية الرقمية للاقتصاد العالمي
المنافسة في الميتافيرس
وحول كيفية المنافسة في الميتافيرس، صرحت فيستاغر: “نحن بحاجة إلى توقع التغيير والتخطيط له، نظرا للحقيقة الواضحة المتمثلة في أن عمليتنا التنفيذية والتشريعية ستكون دائما أبطأ من الأسواق نفسها، .. حان الوقت بالفعل لكي نبدأ في التساؤل عن الشكل الذي يجب أن تبدو عليه المنافسة الصحية في الميتافيرس، أو كيف يمكن لتطبيق مثل ChatGPT أن يغير المعادلة”.
وتطرقت فيستاغر في حديثها إلى قانون الأسواق الرقمية، الذي دخل حيز التنفيذ أواخر العام الماضي ويهدف إلى تنظيم حراس منصات الإنترنت الكبيرة.
وقالت: “من الواضح أن هناك شيئا أفضل من إنهاء أو وقف الشركات التجارية، وهو التأكد من أن الأسواق لا تميل في المقام الأول. وهذا هو السبب في أن مراقبة الاندماج تلعب أيضا دورا مهما. في السنوات القليلة الماضية، ازداد التدقيق في عمليات دمج التكنولوجيا بالتأكيد”.
وتعد هذه الخطوة من المفوضية الأوربية تطور مهم لأنها تظهر أن المفوضية تأخذ الميتافيرس على محمل الجد كمساحة للمنافسة. كما أنها علامة على استعداد المفوضية لتكييف سياستها التنافسية مع العصر الرقمي.
وكان أربعة أكاديميين قد كشفوا أواخر العام الماضي عن وكالة ميتافيرس للمنافسة، ونشر أحد المؤسسين كتاب “Blockchain + Antitrust”.
ويمكن القول إن أحدث سحر مع الميتافيرس قد نشأ عن طريق مزيج من انتشار وباء كوفيد-19 وإعادة تسمية شركة فيسبوك إلى ميتا. وهو ما يفسر أحد أسباب احتمال بقاء القطاع على رادار المنظمين.
حيث شاركت ميتا في العديد من المسرعات، بما في ذلك في أوروبا مع شركة لوريال L’Oreal في فرنسا و Telefonica في إسبانيا، مما يضمن استخدام التكنولوجيا الخاصة بها من قبل الشركات الناشئة الواعدة.
كما تسعى ميتا للتحكم في الأجهزة كما تفعل أبل للهواتف المحمولة. وتجنب شيئا مشابها لتأثير أبل على إيرادات ميتا عندما قيّدت تتبع المستخدم عبر التطبيقات.
جدير بالذكر إلى أن أحد مفاتيح ضمان المنافسة هو قابلية التشغيل البيني، وهو الشيء الذي ذكره مارك زوكربيرغ مرارا في إعلان تغيير العلامة التجارية في عام 2021. ولكن لجعل الصورة الرمزية والهوية المنفصلة القابلة للتشغيل البيني في ميتافيرس بحاجة إلى أن تكون محمولة، وهو هدف إحدى الشركات الناشئة التي تعمل معها، Gamium.
ومع راحة الصور الرمزية المحمولة هذه، فإن خطر انتشار البيانات عبر الإنترنت أشد من خطر البيانات المسربة من خلال ملفات تعريف الارتباط بالمتصفح.