مدخل إلى عالم التحليل الفني للبيتكوين: تحليل وتوقعات 2021
كما عودتكم أكاديمية البيتكوين العربية بنشر آخر الأخبار وأهم الأحداث على مدار الساعة فها هي أيضا تقدم لكم قسم التحليل الفني. والذي سيقوم بتقديم تحليل أسبوعي للبيتكوين بشكل عام وبعض العملات الرقمية الأخرى بين الحين والأخر.
لماذا سيكون التركيز على البيتكوين؟ الجواب بسيط لأن البيتكوين ما زالت هي المحرك الرئيسي لسوق العملات الرقمية فمع صعود أو هبوط البيتكوين نرى أكثر من 70% من العملات الرقمية تحذو حذوها وسنشرح في مقالة منفصلة عن هذه الأسباب. كما أن البيتكوين هي العملة الأولى بين العملات الرقمية من حيث كمية التداول اليومي وحجم الاستثمار.
سنتطرق في هذه المقالة الأولى لنا عن التحليل التاريخي للبيتكوين وما يعنيه هذا التحليل لنا في الحاضر وكما سنتطرق أيضا الى التحليل الاقتصادي بلغة سهلة ومبسطة لكي نستطيع فهم ما حدث وما قد يحدث في المستقبل. إضافةً الى التحليل الفني.
إذا أردنا أن نعرف ما يحدث في الوقت الحالي فعلينا فهم ما حدث بالسابق كي نحظى بصورة كافية عما نحن فيه وهذا ينطبق على التاريخ السياسي والاقتصادي للدول او الشركات وحتى على الصعيد الفردي فوضعك الحالي هو بشكل أو بأخر نتيجة لما مررت به في الماضي فما بالك عن سوق العملات الرقمية وهو حديث الساعة على مستوى الأفراد والشركات والدول في كل أرجاء العالم.
ولذلك إذا أردنا أن نعرف ما سيحدث في سوق العملات الرقمية فيجب أن نأخذ نظرة معمقة لمسار البيتكوين التاريخي حيث نلاحظ أن هناك دورات يمر من خلالها البيتكوين ومن ورائه قسم كبير من العملات الرقمية، حيث كل دورة تستمر حوالي الأربع سنوات. هذه الدورة تأخذ شكل يمكن تشبيهه بالحضارات الإنسانية حيث تمر بعصر ذهبي من ازدهار وكسر أرقام سابقة في الارتفاع الجنوني إلى عصر انحسار ومن ثم تقلب فهبوط يمكن أن يأخذ شكل انهيار.
نستطيع أن نقول أن بدايات البيتكوين كانت في عام 2009 ومن ثم شهدنا عدة دورات لهذه العملة الرقمية الثورية. بدأت هذه الدورات كطفرات أو عصور ذهبية تمثلت في السنوات التالية 2013، 2017، 2021.
وإذا أخذنا صورة أقرب لما حصل فنجد بعد كل ارتفاع قياسي كان هناك هبوط حاد، ثم فترة ركود، ثم حالة من التقلب من ارتفاع وهبوط لكن مع عدم كسر الرقم الذي وصل إليه مع بداية الدورة الافتراضية. وكما شهدنا بعض أنواع الهبوط التي أخذت شكل من أشكال الانهيار. وهذا ما دعى الكثيرين لإعلان نهاية البيتكوين في بعض الفترات، ولكن لم يحصل هذا وكانت كل مرة تعود أقوى من ذي قبل وتجذب مستثمرين جدد.
والسؤال الذي يُطرح في الوقت الحاضر هو هل من الممكن أن نشهد دورة مماثلة لما حصل في السنوات السابقة؟ الجواب لا ونعم، لأن في عالم العملات الرقمية يمكن أن يتغير كل شيء ونرى الدورة الافتراضية التي تكلمنا عنها قد تشهد مدة أقصر من ذي قبل وممكن أن تصل الى سنتين أو حتى سنة بسبب التغيرات السريعة التي تحدث ومن أهمها هي دخول دول الى جانب شركات كبيرة ومعروفة للاستثمار في البيتكوين مما قد يؤدي الى شكل وعمر جديد لدورة البيتكوين.
ومن الممكن أيضا أن نرى الأمر يحدث مرة أخرى ونرى التاريخ يعيد نفسه ونذهب باتجاه دورة مالية أخرى مؤلفة من أربع سنوات.
أما عن الجانب الاقتصادي فالسؤال الذي يتراود إلى أذهاننا: ما هو السبب الذي أدى الى ارتفاع البيتكوين بهذا الشكل الجنوني في الفترة الماضية؟
في الحقيقة هناك عدة أسباب لهذه الطفرة ومن أهمها هو الانكماش الاقتصادي في كل العالم بسبب فيروس كورونا الذي كان من توابعه إغلاق البلدان وبالتالي إيقاف العجلة الاقتصادية بتوقف الإنتاج وسلاسل التوريد فهذا ما أدى الى اتجاه شركات الأموال للبحث عن سبل جديدة للاستثمار للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر وبالتالي هذا أدى الى اتجاه بعض الشركات والمستثمرين الكبار للاستثمار في هذا القطاع الواعد.
كما أنه على صعيد الأفراد فكان هناك اتجاه عام نحو الاستثمار في سوق العملات الرقمية لنفس الأسباب السابقة حيث قام العديد من الأفراد بالبحث عن سبل للاستثمار أو العمل في حال استمرار الإغلاق لفترات أطول.
إضافة الى أن الاستثمار أصبح لا يحتاج الى وسطاء ماليين للقيام بالتداول فقد سمحت المنصات التي انتشرت كالنار في الهشيم بهذه المهمة مع تقديم كل أنواع الدعم اللازم للفرد لكي يدخل هذا السوق بمفرده بدون تدخل وسطاء، حيث هذا ما ساهم أيضا بدخول عدد كبير من المستثمرين الأفراد الى سوق العملات الرقمية، ما أعطى دفعة كبيرة الى هذا السوق وساهم بهذه الطفرة بشكل من الأشكال.
ما هو مستقبل البيتكوين القريب من ناحية التحليل الفني؟ من المتوقع أن نكون أمام انخفاض بعدما رأينا ارتفاع مؤخراً وتسجيل رقم قياسي تجاوز ال 52500 دولار للبيتكوين الواحد، وخاصةً بعد الهبوط الحاد الذي حدث في الشهر الخامس من هذه السنة. هذا الانخفاض المتوقع ممكن أن يحدث لأننا وصلنا بالنسبة الى عدة مؤشرات إلى سقف من الصعب أن يصعد معه أكثر. فتجاوز الرقم يعني القرب أو كسر الرقم القياسي الذي وصل له البيتكوين في الشهر الأول من هذه السنة (2021) وهذا صعب نظرياً كما شرحنا سابقا. أما إذا ما أردنا النظر على المستوى الأسبوعي والشهري فهذه الدلائل والمؤشرات تعطينا فكرة عما يمكن أن يكون عليه البيتكوين خلال الأسابيع والأشهر القادمة. فمن الممكن أن يصل هذا الانخفاض الى نقطة تصادم مع نقاط الدعم الرئيسية على التوالي 44500 و 38000 دولار لكل بيتكوين. وفي حال تجاوزهم فهذا يعني الاتجاه الى القاع الذي وصل له البيتكوين في الشهر السابع حيث وصل الى 29000 دولار. ومن الممكن أن يصل الى نقطة منخفضة أكثر كما حدث في الدورات الماضية حيث خسر أكثر من 70% من القمة التي وصل لها كرقم قياسي.
أما في حال كسر التوقعات وتغير الطلب على البيتكوين فسنرى صعود قد يتجاوز مرة أخرى حاجز ال 52500، حيث سيلقى مقاومة كبيرة قبل كسر هذا الرقم والاتجاه الى نقطة المقاومة التالية المتمثلة بـ 59000، والذي بتجاوزها يعني الوصول الى القمة التاريخية للبيتكوين واحتمال كسرها وبالتالي سنكون أمام تغيير بقواعد اللعبة وتحطيم الدورة التاريخية للبيتكوين المتمثلة ب 4 سنوات لكل دورة كما ذكرنا سابقاً.